فيينا تواجه “اختبار صبر” بسبب ندرة الثلوج عشية عيد الميلاد وتحدي الاحتباس الحراري
توضع مدينة فيينا تحت اختبار الصبر فيما يتعلق بتساقط الثلوج في 24 كانون الأول/ديسمبر (عشية عيد الميلاد)، وهي ليست الوحيدة في هذا التحدي. ففي العديد من المناطق المنخفضة في النمسا، أصبحت ظاهرة “الميلاد الأخضر” (غياب الثلوج) أمراً مألوفاً منذ فترة طويلة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تُظهر دراسة أجرتها هيئة Geosphere Austria اليوم، الخميس، أن عام 2010 – أي قبل 15 عاماً – كان آخر مرة شهدت فيها أغلبية عواصم المقاطعات ثلوجاً في 24 كانون الأول/ديسمبر، وتحديداً في مدن Bregenz وSalzburg وLinz وWien وGraz وKlagenfurt.
بسبب الاحتباس الحراري، أصبحت الثلوج في أعياد الميلاد في المناطق النمساوية المنخفضة نادرة بشكل خاص منذ ستينيات القرن الماضي.
ارتفاع الحرارة بدرجتين مئويتين
أوضح خبير المناخ Alexander Orlik في بيان صادر عن Geosphere أن “التقلبات الكبيرة تحدث بالطبع من سنة إلى أخرى، ولكن على المدى الطويل، ارتفعت درجة حرارة شهر كانون الأول/ديسمبر في النمسا بمقدار درجتين مئويتين تقريباً في المتوسط خلال الخمسين عاماً الماضية”. وأضاف: “ولهذا السبب، تقل الثلوج في المناطق المنخفضة في أعياد الميلاد باستمرار؛ فبدلاً من رقاقات الثلج، تهطل قطرات المطر في كانون الأول/ديسمبر، كما أن الثلوج المتساقطة تذوب بسرعة أكبر مما كانت عليه في السابق”.
فيينا شهدت ثلوجاً في 24 ديسمبر عام 2012
أفاد Orlik بأن “أعياد الميلاد البيضاء” تكون مضمونة إلى حد ما في النمسا على ارتفاع حوالي 800 متر فوق سطح البحر. وأضاف: “بالرغم من أن الطقس أصبح أكثر اعتدالاً هنا أيضاً في العقود الماضية، إلا أنه لا يزال بارداً بما يكفي لتساقط الثلوج”. على سبيل المثال، في Schoppernau في فورارلبرغ (على ارتفاع 839 متراً فوق سطح البحر)، تساقطت الثلوج في 24 كانون الأول/ديسمبر في كل عام تقريباً منذ عام 1950. وشهدت Schoppernau “عيد ميلاد أخضر” فقط في أعوام 1985 و 2002 و 2014 و 2016 و 2022.
ومنذ عام 2010، نادراً ما كانت عواصم المقاطعات مغطاة بالثلوج في 24 كانون الأول/ديسمبر، كما حدث في Innsbruck وSalzburg في عام 2011، وفي Wien وEisenstadt في عام 2012، وفي Innsbruck في عام 2017، وفي Klagenfurt في عام 2021، وكذلك في Bregenz وInnsbruck وKlagenfurt في عام 2024. ويُعرّف الغطاء الثلجي بأنه وجود ما لا يقل عن سنتيمتر واحد من الثلج على أكثر من 50 في المئة من موقع المراقبة في الساعة السابعة صباحاً.
أرقام قياسية تعود للماضي
أوضحت Geosphere أن الباحث عن الأرقام القياسية للثلوج في أعياد الميلاد في عواصم المقاطعات يجب أن يعود بعيداً في سجلات البيانات. ففي 24 كانون الأول/ديسمبر 1962، سجلت محطة الطقس في Innsbruck-Flughafen (مطار Innsbruck) 96 سنتيمتراً من الثلج. ووصل سمك الثلوج إلى 55 سنتيمتراً في مطار Graz في 25 كانون الأول/ديسمبر 1994، و 50 سنتيمتراً في St. Pölten في 24 كانون الأول/ديسمبر 1969، و 47 سنتيمتراً في Klagenfurt في 24 كانون الأول/ديسمبر 1994، و 35 سنتيمتراً في Salzburg في 24 كانون الأول/ديسمبر 1962. كما سجلت Eisenstadt 39 سنتيمتراً في يوم عيد الميلاد عام 1969، وبلغت 47 سنتيمتراً في Wien Mariabrunn في 24 كانون الأول/ديسمبر 1969، بينما سجلت Bregenz 26 سنتيمتراً في 26 كانون الأول/ديسمبر 1981، ووصل الرقم القياسي لأعلى سمك ثلوج في Linz (المطار) إلى 25 سنتيمتراً في يوم عيد الميلاد عام 1969.
كما تعود الأرقام القياسية للبرودة إلى الوراء. ففي تقييم Geosphere Austria لجميع محطات الطقس في النمسا تحت ارتفاع 1400 متر فوق سطح البحر، سُجل الرقم القياسي للبرودة عند 29.0 درجة مئوية تحت الصفر في Tamsweg في سالزبورغ ليل 26 كانون الأول/ديسمبر 1944. وكان عام 1962 قاسياً أيضاً، حيث بلغت أعلى درجة حرارة في Vils في تيرول في 25 كانون الأول/ديسمبر 19.8 درجة مئوية تحت الصفر. وفي Kitzbühel، وصلت درجة الحرارة إلى 27.9 درجة مئوية تحت الصفر ليل 25 كانون الأول/ديسمبر 1962. أما الرقم القياسي لارتفاع درجات الحرارة في أعياد الميلاد على مستوى النمسا فيعود إلى محطة طقس مطار Salzburg، التي سجلت 19.1 درجة مئوية في 25 كانون الأول/ديسمبر 2013.
وشددت Geosphere على أنه لا يمكن حالياً إصدار توقعات جوية دقيقة لأعياد الميلاد لهذا العام. لكن من المؤكد أنه لا يُتوقع تساقط كميات كبيرة من الثلوج حتى بداية الأسبوع المقبل. بالإضافة إلى ذلك، ستشهد الأيام القادمة طقساً معتدلاً جداً، مع درجات حرارة فوق الصفر حتى في المناطق الجبلية العالية.



