في ذكرى هجمات باريس.. تنفيذ حملة مداهامات ضد التطرف الإسلاموي في 8 ولايات نمساوية وتستهدف سجناء و”مهددي سلامة”

فييناINFOGRAT:

أطلق جهاز حماية الدولة والشرطة عمليات تفتيش واسعة النطاق في عشرات المواقع بجميع أنحاء النمسا، بما في ذلك فيينا التي كانت إحدى النقاط الساخنة، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لهجمات باريس الإرهابية، بحسب صحيفة Heute النمساوية.

شهد يوم 13 نوفمبر 2025، وهو الذكرى العاشرة للهجمات الإرهابية الإسلاموية في باريس، إطلاق جهاز أمن الدولة النمساوي عملية واسعة النطاق ومنسقة. استهدفت هذه العملية، التي أطلق عليها اسم “يوم العمل المشترك” (Joint Action Day)، الأوساط الإسلاموية في جميع أنحاء منطقة DACH-Raum (التي تضم ألمانيا والنمسا وسويسرا).

العملية والأهداف

شارك في العملية كل من مديرية أمن الدولة والاستخبارات (DSN) وجميع المكاتب الإقليمية لأمن الدولة ومكافحة التطرف (LSE)، بالإضافة إلى عدة نيابات عامة وسلطات قضائية. كما جرى تنسيق إجراءات مماثلة في كل من ألمانيا وسويسرا.

في النمسا، تركزت المداهمات على ثماني ولايات فدرالية، من ضمنها العاصمة فيينا. ففي الساعات الأولى من الصباح، قام أكثر من 200 ضابط شرطة بأكثر من 100 عملية مخاطبة للأشخاص المصنفين كـ “مهددي سلامة” (Gefährderansprachen)، وتم اعتقال ثلاثة أشخاص، وتفتيش 15 موقعاً، وحجز أكثر من 40 قطعة كدليل.

المضبوطات وتكتيكات الراديكالية

شملت المضبوطات التي جرى تأمينها: عشرات الآلاف من اليوروهات نقداً، أسلحة نارية، مسدسات غازية، ذخيرة، حوامل بيانات إلكترونية، هواتف نقالة، سكاكين، وكتابات إسلاموية ذات صلة بالتطرف. وتركَّزت إحدى النقاط الرئيسية للعملية في فيينا، حيث تم تنفيذ عدد كبير من مداهمات “مهددي السلامة” في محيط مصلى غير رسمي.

كما تم تفتيش زنازين وسجون ومنشآت تابعة لجهات العمل في 27 مؤسسة إصلاحية، حيث جرى استهداف أشخاص يُشتبه في تطرفهم داخل السجون أيضاً. وقد تم تحديد توقيت العملية بشكل متعمد ليتزامن مع فترة ما قبل عيد الميلاد. وتهدف السلطات من وراء ذلك إلى منع أي مخططات هجمات محتملة من جهة، وإرسال رسالة قوية من جهة أخرى. ونقل عن مصادر أمنية قولها: “يجب أن يشعر هذا الوسط أننا نراقبهم”.

التطرف الرقمي والقاصرون

من النقاط المثيرة للقلق في العملية هو أن حوالي 50% من المتورطين هم من الشباب أو البالغين اليافعين. وتُفيد مديرية أمن الدولة والاستخبارات بأن العديد منهم يتطرفون عبر الإنترنت، على يد من يُطلق عليهم اسم “دعاة مؤثرون” (Influencer Preacher) الذين ينشرون محتوى إسلاموياً عبر منصات مثل YouTube وTikTok ومجموعات الدردشة المشفرة. بل ويُستخدم أيضاً الإنترنت لتنفيذ عمليات التواصل من خلال ألعاب الفيديو عبر الإنترنت.

يعمل هؤلاء “الدعاة المؤثرون” غالباً من خارج البلاد، لكن رسائلهم باللغة الألمانية أو بلغات متعددة تصل إلى جمهور كبير في النمسا. يتم تداول هذا المحتوى وتخزينه، وله تأثير واضح. ويشكل ذلك أرضية خصبة وخطيرة للكثير من الشباب الباحثين عن التوجيه.

جهود مكافحة التطرف

تعمل مديرية أمن الدولة والاستخبارات بنشاط منذ ديسمبر 2021، وتُعتبر الآن وحدة متخصصة ومتصلة دولياً. وخلال السنوات الأربع الماضية، تم تنفيذ أكثر من 200 عملية تفتيش لأماكن إقامة وأكثر من 70 عملية اعتقال. وفي العام الحالي وحده، تم بالفعل تنظيم عدة أيام عمل وطنية ضد التطرف الإسلاموي واليميني المتطرف.

بالتزامن مع عملية المداهمة في 13 نوفمبر، عُقدت أيضاً القمة السادسة للوقاية التابعة لـ “الشبكة الوطنية للوقاية من التطرف وإزالة الراديكالية” (BNED). وكان الموضوع الرئيسي للقمة هو: “المرونة الرقمية كإجراء مضاد للتطرف عبر الإنترنت” (Digitale Resilienz als Gegenmaßnahme zur Online-Radikalisierung). والهدف هو حماية الشباب بشكل أفضل من الأيديولوجيات على الإنترنت، والحيلولة دون وقوعهم أصلاً تحت أنظار جهاز أمن الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى