في مواجهة 400 ألف عاطل.. الحكومة النمساوية تلغي العمل الجزئي للعاطلين وتطلق خطة تأهيل
فيينا – INFOGRAT:
أعلنت الحكومة النمساوية، يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، في فيينا، عن حزمة من الإجراءات الرامية إلى تقليص معدلات البطالة المتزايدة في البلاد من خلال تشديد القواعد على العمل الجزئي للعاطلين عن العمل، وتعزيز برامج التأهيل والتكوين المهني، وفتح آفاق وظيفية جديدة، وذلك في خطوة تستهدف تحسين التنافسية الاقتصادية وتوفير كوادر مؤهلة لسوق العمل.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، ضمن الإجراءات الجديدة، أعلنت الحكومة المكونة من أحزاب ÖVP (الشعب)، SPÖ (الاشتراكي الديمقراطي)، وNEOS (الليبرالي)، عن منع العمل في إطار “العمل الهامشي – Geringfügigkeit” للعاطلين عن العمل، وهو نوع من الوظائف محدودة الدخل تُستخدم غالبًا كمصدر دخل إضافي للعاطلين أو كوسيلة انتقالية إلى العمل الكامل، وأوضح وزير الاقتصاد أن الهدف من القرار هو “رفع حجم الأداء وساعات العمل في النمسا”.
غير أن بعض الفئات لن يشملها هذا المنع، وهي: العمال الأكبر سنًا، العاطلون عن العمل لفترة طويلة، وأولئك الذين كانوا يعملون بشكل هامشي قبل فقدان وظائفهم.
أرقام البطالة تثير القلق
بلغ عدد العاطلين المسجلين لدى خدمة سوق العمل (AMS) في نهاية مارس 2025 نحو 400,000 شخص، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 7.4٪ مقارنة بشهر مارس 2024، وصرّحت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان (SPÖ) بأن هذه الأرقام تمثل “مصائر إنسانية وراء كل رقم”، مشددة على أن التأهيل وإعادة التدريب هما السبيل إلى الاندماج في سوق العمل.
التكوين المهني في صلب الإصلاحات
في مواجهة هذا الوضع، أعلنت الحكومة عن حملة تأهيلية واسعة النطاق تستهدف العاطلين عن العمل، لتمكينهم من اكتساب مهارات جديدة تؤهلهم للحصول على وظائف دائمة، خاصة في قطاعي الرعاية الاجتماعية والبيئة، حيث ترى الحكومة فرصًا مستقبلية كبيرة.
وأكد وزير العمل والعائلة وولفغانغ هاتمانسدورفر (ÖVP) أن الهدف هو “إعادة وضع الجمهورية على المسار السريع من حيث التنافسية”، كما أشار إلى ضرورة تحسين شروط الهجرة المؤهلة من خلال تبسيط إجراءات الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية، وإنشاء مراكز موحدة للكفاءات.
دور المؤسسات والشباب في رؤية الحكومة
الحكومة لا تكتفي بدعم الأفراد، بل تدعو أيضًا الشركات للمساهمة الفاعلة في تدريب وتأهيل العاملين، حيث ستكون مطالبة بخلق فرص وظيفية مؤهلة. وفي السياق ذاته، قال وزير التعليم كريستوف فيدركير (NEOS) إن الخطط الدراسية ستُراجع بشكل عملي لتأهيل الشباب بشكل أفضل لسوق العمل، مؤكدًا أهمية تقديم حوافز للعودة إلى العمل بدوام كامل.
الاستعانة بخبراء سوق العمل والاقتصادخلال الاجتماعات التحضيرية، استعانت الحكومة بخبراء من إدارة AMS، وعلى رأسهم بترا دراكسل ويوهانس كوبف، بالإضافة إلى الاقتصادي هارالد أوبرهوفر، وذلك لصياغة سياسة متكاملة لمواجهة التحديات الهيكلية التي يشهدها سوق العمل النمساوي.



