كارل نيهامر: “استقالتي حالت دون تولي Kickl منصب المستشار النمساوي
عاد المستشار النمساوي السابق، كارل Nehammer، إلى الأضواء بعد 265 يوماً من تركه منصبه، وذلك بالتزامن مع إطلاق كتابه الجديد، وفي أول مقابلة له بصفته مستشاراً سابقاً، يتحدث Nehammer عن الفترة المضطربة التي قضاها في السلطة والحريات التي استعادها وحقائق مثيرة وراء استقالته في يناير الماضي بعد فوز حزب الحرية (FPÖ) في الانتخابات، وإصراره على عدم تشكيل حكومة مع زعيمه Herbert Kickl، بحسب صحيفة krone النمساوية.
ويأتي هذا الظهور في مبنى “Red Bull Mediahaus” في فيينا، حيث تم إعداد غرفته الصحفية المطلة على تراس، ويتربع على الطاولة الزجاجية المستديرة كتابه الجديد بعنوان “Sich selbst treu bleiben” (البقاء وفياً للذات)، والذي صدر عن دار “EcoWing Verlag”، وتحدث Nehammer عن البيئة التي نشأ فيها كتابه، مشيراً إلى أنه يحب “هذه التركيبة من الخشب والزجاج” حيث “وُلد كتابي هنا”.
تهميش الإرهاب والتعامل مع الكراهية
وفي سياق المقابلة، علق Nehammer على مثول شاب يبلغ من العمر 17 عاماً أمام المحكمة لتهديده بالقتل، قائلاً إن الأمر “لا يزال يؤثر عليّ” كونه حدث العام الماضي في خضم الحملة الانتخابية، ويظهر “مدى سخونة الأجواء التي نعيش فيها”، وأضاف: “لقد كافحت بحزم ضد المشهد الإسلاموي المتطرف بصفتي وزيراً للداخلية ولاحقاً كمستشار، لأن الأيديولوجيات السياسية المتطرفة تشكل خطراً على ديمقراطيتنا”.
الحياة بعد 265 يوماً من الاستقالة
وعن حياته بعد تركه جميع مناصبه السياسية في 21 يناير، قال Nehammer إن الحياة الآن “مختلفة تماماً”، مشيراً إلى مهمته الجديدة في “البنك الأوروبي للاستثمار” (EIB) في لوكسمبورغ، والتي تمثل “تحولاً بـ 180 درجة”، وأضاف: “لدي في حياتي الجديدة وقت أطول للعائلة، ووقت أطول للتفكير، باختصار، حرية أكبر بكثير لنا جميعاً”.
وعن صعوبة اتخاذ قرار التنحي، أكد المستشار السابق أنه لم يكن سهلاً، لكنه كان مصمماً على “الوفاء بكلمتي”، مشيراً إلى أنه صرح قبل الانتخابات بأنه “لن يشكل حكومة مع المتطرفين”، وأضاف: “أردت أن أنقل هذا المبدأ إلى أطفالي أيضاً”، مثنياً على زوجته وأطفاله بالقول إن “وجود مثل هذه العائلة هو نعمة وامتياز”.
“استقالتي منعت Kickl من أن يكون مستشاراً”
على الرغم من أن الائتلاف الحاكم اليوم هو الائتلاف الذي سعى إليه Nehammer (ائتلاف مكون من حزبه والاشتراكيين والليبراليين)، إلا أنه يرى أن استقالته كانت خطوة ضرورية. وأوضح قائلاً: “أعتقد أنه في الحياة أحياناً ما تحتاج إلى خطوة لتصبح خطوة أخرى ممكنة”، مضيفاً: “استقالتي أدت إلى أن Herbert Kickl لم يغتنم فرصته ليصبح مستشاراً. وبعد ذلك، اجتمع حزب الشعب وحزب SPÖ وحزب NEOS مرة أخرى. لا يمكن أن يحدث أحدهما دون الآخر”.
عن لقاء بوتين والتطعيم الإلزامي
وتناول Nehammer في المقابلة موضوع لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير Putin، معتبراً أن “القيام بشيء أفضل دائماً من عدم القيام بشيء”، وأن اللقاء كان مهماً لمواجهة Putin شخصياً بالمعاناة التي رآها عند المقابر الجماعية في Butscha. وأشار إلى أن رد فعل Putin كان غائباً عندما تحدث عن الجنود القتلى، لكن “تعبيره تغير عندما جاء ذكر العقوبات ضد روسيا”.
وبخصوص الجدل حول التطعيم الإلزامي ضد فيروس كورونا، أكد Nehammer أن “الخطأ المؤكد كان عدم القدرة على تبرير سبب وصول الأمور إلى هذا الحد”، مشيراً إلى أن نقطة البداية كانت الاكتظاظ في وحدات العناية المركزة. واعتبر أن “الخطأ كان القول: لن يكون هناك تطعيم إلزامي” ثم المضي في فرضه، وهو ما تسبب في استقطاب حاد، رغم أنه لم يتم تنفيذه فعلياً.
النزاهة والتوقعات الاقتصادية
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وُجهت إليه بسبب تصريحاته حول عبارة “ماكدونالدز هي أرخص وجبة”، أوضح: “أنا آسف جداً إذا كنت قد آذيت أحداً. كان يجب عليّ أن أكون أكثر انضباطاً في دقة تعبيري اللغوي”. وبشأن الميزانية والدين العام، قال: “نعم، أنا أتحمل المسؤولية، مثلي مثل وزير الاقتصاد والمالية”، لكنه شدد على أن الأموال التي أُنفقت ذهبت “للناس، للمقاولين، للموظفين، للمتقاعدين، للعائلات… لقد تم استثمارها”، وأن تدهور الوضع الاقتصادي ناتج عن ظروف عالمية مثل الحرب وتضخم أسعار الطاقة.



