كاريتاس تحذر من تزايد الفقر بالنمسا مع ارتفاع بنسبة 26% في الإقبال على نقاط توزيع الغذاء الرخيص

فييناINFOGRAT:

حذرت منظمة كاريتاس (Caritas) من تزايد الفقر في النمسا، حيث يتجلى الضيق المتنامي لدى العديد من الأشخاص في زيادة الإقبال على مراكز توزيع المواد الغذائية. فقد ارتفع عدد المستفيدين في فيينا والنمسا السفلى بأكثر من 26% ليصل إلى 10,400 شخص. واستجابة لذلك، أطلقت كاريتاس خطاً ساخناً جديداً في فيينا لتسهيل الوصول إلى المساعدات، محذرة من أن خطط التقشف الحكومية قد تزيد من حدة الفقر “بشكل غير مسبوق”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

قال Klaus Schwertner، مدير منظمة كاريتاس فيينا، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء في أحد مراكز توزيع المواد الغذائية التابعة للمنظمة في Wien-Favoriten، إن “الكثيرين لا يعرفون كيف يمكنهم تحمل تكلفة التسوق التالي”. وأشار إلى أن الطلب قد زاد بشكل كبير مؤخراً في 15 مركزاً لتوزيع المواد الغذائية التابعة لكاريتاس في فيينا و النمسا السفلى (Niederösterreich).

فبينما تم تقديم المساعدة لـ 8,282 شخصاً في عام 2023، ارتفع العدد اليوم إلى أكثر من 10,400 شخص – بزيادة قدرها 26 بالمائة، مع تخوف من زيادة أخرى مرتقبة. ولهذا، تعزز كاريتاس مساعداتها وتطلق خطاً ساخناً جديداً (05/17 76 300) لضمان وصول أسرع إلى مراكز توزيع المواد الغذائية.

💰 الضغوط ارتفعت بسبب التضخم

أكد Schwertner أن الضغط على الفئات المتضررة من الفقر قد ازداد بشكل كبير بسبب التضخم. وأشار إلى وجود سوء تغذية حتى بين الأطفال، لأن الأسر لا تستطيع تحمل تكلفة طعام متوازن وغني بالفيتامينات. وحذر Schwertner من أن خطط التقشف، التي وُضعت في الحكومة الفيدرالية والولايات، قد تزيد من تفاقم هذا الضيق، وقد “يزداد الفقر في النمسا إلى حد لم نشهده منذ فترة طويلة”.

📉 الفقر يزيد العزلة الاجتماعية

وفقاً لمسح أجرته هيئة الإحصاء النمساوية (Statistik Austria)، يواجه عُشر السكان صعوبة في تغطية نفقاتهم الجارية. وقال Christoph Hofinger، المدير التنفيذي لـ Foresight، إن الأسر ذات الدخل المنخفض والعاطلين عن العمل والأمهات العازبات هم الأكثر تضرراً بشكل يفوق المتوسط. ومن إحدى النتائج المترتبة على ذلك، زيادة العزلة الاجتماعية. ففي استبيان أجرته كاريتاس، وافق حوالي ثلث المشاركين على العبارة التي تفيد بأنهم اضطروا إلى تقييد اتصالاتهم الاجتماعية بسبب التضخم، حيث اتفقوا “بشدة” (ثمانية بالمائة) أو “إلى حد ما” (25 بالمائة). وقد تضاعفت هذه النسب مقارنة بعام 2023.

🗣️ انتقاد لإجراءات التقشف

انتقد Schwertner بشدة إجراءات إصلاح الميزانية في الحكومة الفيدرالية والولايات “على حساب الفئة الأفقر”. وذكر بالتحديد إلغاء “مكافأة المناخ” (Klimabonus)، وانتهاء العمل بـ “كبح أسعار الكهرباء” (Strompreisbremse)، وتجميد قيمة الإعانات الأسرية، والإلغاء الواسع النطاق لفرص الكسب الإضافي للعاطلين عن العمل، بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم والأسعار.

ووصف Schwertner هذه “الكتلة من التدهورات” التي تطال الفئات المتأثرة بالفقر بأنها “جنون بكل بساطة”، معرباً عن تخوفه من أن تؤدي الإصلاحات المخطط لها للمساعدة الاجتماعية إلى مزيد من التدهور وزيادة في فقر الأطفال. وقال مدير كاريتاس فيينا إنه يجب وضع حدود دنيا وليس حدوداً قصوى للدخل الأساسي (Mindestsicherung)، ودعا إلى إنهاء “منافسة الولايات الفيدرالية نحو الأسفل” التي تحدث حالياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى