كاريتاس تطالب بـ “استراتيجية وطنية” بعد تشرد 10,000 شاب في النمسا خلال عقدين 33% منهم في فيينا
حذرت منظمة كاريتاس (Caritas) من تزايد ظاهرة التشرد بين الشباب (Jugendwohnungslosigkeit) في النمسا، مشيرة إلى أن ثلث جميع الأشخاص المشردين في فيينا (Wien) هم دون سن الثلاثين. وتكشف البيانات الجديدة التي نشرتها المنظمة اليوم عن الكيفية التي يمكن بها للانقطاعات البيوغرافية المبكرة أن تترك بصمة دائمة على حياة الشباب. ودعت المنظمة الحكومة إلى وضع معايير موحدة على مستوى البلاد وزيادة الدعم المخصص للشباب بعد مغادرة نظام رعاية الأحداث، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
نقص البيانات الوطنية وتفاقم الظاهرة في فيينا
باتت ظاهرة التشرد في النمسا تشمل أعداداً متزايدة من الشباب. ووفقاً لبيانات كاريتاس، فإن ثلث الأشخاص المشردين في فيينا هم حالياً تحت سن الثلاثين.
وأوضح مدير كاريتاس (Caritas-Direktor)، Klaus Schwertner، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مركز الإيواء الطارئ a_way في فيينا: “من الصعب تحديد عدد الشباب والبالغين المتأثرين على مستوى النمسا بالكامل، نظراً لغياب المسح المنهجي والشامل عبر حدود الولايات الفيدرالية”.
ولفهم وضع الشباب المشردين أو الذين لا مأوى لهم بشكل أفضل، قامت كاريتاس بتقييم بيانات من مؤسستين خاصتين بها، وهما مأوى النوم الطارئ للشباب a_way والمنزل السكني JUCA. وبحسب Schwertner، فقد تم دعم أكثر من 10,000 شاب خلال العشرين عاماً الماضية، وتم تسجيل أكثر من 58,000 ليلة إيواء في مركز a_way وحده. وشدد Schwertner يوم الثلاثاء على أن “التشرد بين الشباب ليس ظاهرة هامشية، بل يؤثر على عدد كبير من الشباب ويستحق مزيداً من الاهتمام”.
الانقطاع البيوغرافي يهدد الاستقرار السكني
تُظهر النتائج التحليلية أن الانقطاعات البيوغرافية (biografische Brüche)، مثل إنهاء العلاقات الأسرية أو فقدان الاتصال بمؤسسات الرعاية، تقلل بشكل كبير من فرص الشباب في الحصول على سكن مستقر.
ووفقاً لـ Tom Adrian، مدير مركز a_way، فإن 76% من الشباب في المؤسسة فقدوا الاتصال بعائلاتهم، بينما كان نصفهم على اتصال مسبق بخدمات رعاية الأطفال والشباب، وسبق لـ ثلثهم أن نام في الشارع. وقال Adrian: “كثير من الشباب يجدون أنفسهم وحيدين تماماً. لقد مروا بالكثير عندما يصلون إلينا”.
كما ترى Maresi Kienzer، مديرة المنزل السكني JUCA، بوضوح عواقب هذه الانقطاعات: “كلما زادت الانقطاعات البيوغرافية التي يمر بها شخص ما، أصبح ترسيخ أقدامه على المدى الطويل أكثر صعوبة”. وتُشير الإحصائيات إلى أن أي انقطاع في شكل السكن يقلل من فرصة الاستقرار السكني بنحو 14%. كما أن من سبق له التعرض لـ إخلاء قسري يكون عرضة لخطر العيش في ظروف غير مستقرة بنسبة 89% بعد الانتقال.
كاريتاس تطالب بدعم مالي ممتد حتى سن 24
ولذلك، تطالب كاريتاس بوضع استراتيجية شاملة على مستوى البلاد لمكافحة التشرد بين الشباب، وبتوحيد المعايير في خدمات رعاية الأطفال والشباب. ويجب تحسين المرافقة المقدمة للشباب أثناء الانتقال من رعاية الأحداث إلى الحياة المستقلة.
وقال Schwertner: “نحتاج إلى المزيد من العروض والبرامج المحددة الموجهة للشباب المشردين وإلى المزيد من الموارد لخدمات رعاية الشباب”. وطالب بضرورة تمديد الدعم لما يسمى (Care Leaver)، وهم الشباب الذين يغادرون مؤسسات الرعاية للعيش باستقلالية، ليصبح حتى سن 24 عاماً.
وختمت Kienzer بقولها: “في المتوسط، ينتقل الشباب في النمسا من منزل عائلاتهم في سن 25 عاماً، لكننا نتوقع من الفئات الأكثر ضعفاً أن تحقق استقلاليتها في سن 18 عاماً“. مؤكدة أن الدعم المبكر والموجه يمكن أن يمنع انزلاق الشباب نحو التشرد.
وناشدت كاريتاس السياسيين والمجتمع بشكل عام بعدم التخلي عن الشباب الذين يعيشون في ظروف حياتية هشة، مشددة على أن أي تدخل مبكر يمكن أن يساعد في تجنب الانقطاعات ويوفر فرصاً لحياة مستقرة.



