كانت في شقة سوريين.. التحقيق في شبهة مخدرات واعتداء جنسي بعد العثور على نمساوية فاقدة للوعي
فيينا – INFOGRAT:
عثرت السلطات النمساوية على فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا من ولاية النمسا السفلى (Niederösterreich) مساء الأحد، وهي في حالة حرجة وفاقدة للوعي داخل شقة مشتركة (WG) في حي Simmering بالعاصمة فيينا، يقطنها أربعة رجال سوريين تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عامًا، وذلك بعد بلاغ بغيابها عن منزل عائلتها.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، وفقًا لما نقلته مصادر الشرطة، تم العثور على الفتاة في شقة بشارع Geiselbergstraße، حيث كانت بلا أي علامات على الحياة. استُدعيت فرق الإسعاف التابعة لهيئة الإنقاذ المهني في فيينا (Berufsrettung Wien) إلى مكان الحادث في حوالي الساعة التاسعة مساءً، وقام المسعفون بمحاولات إنعاش ناجحة قبل أن تُنقل إلى وحدة الطوارئ في مستشفى AKH Wien، حيث أدخلت في غيبوبة، ولا تزال تتلقى العناية المركزة، وحالتها وُصفت بأنها “مستقرة لكن حرجة”.
الخلفية: فتاة قاصرة أُبلغ عن اختفائها سابقًا
الفتاة، التي كانت معروفة لدى السلطات وسُجلت في وقت سابق كـ”مفقودة” في مسقط رأسها، يُرجح أنها هربت من منزلها، التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة كيف وصلت إلى تلك الشقة ولماذا، وما إذا كانت ضحية للاستغلال أو التلاعب.
ثلاثة من الرجال الأربعة كانوا مسجلين رسميًا على عنوان الشقة، ورغم استجوابهم من قبل وحدة التحقيقات الجنائية، لم يتم توقيف أي منهم حتى الآن، فيما لا تزال الاحتمالات مفتوحة بشأن طبيعة الجريمة، ونظرًا للإصابات التي تعرضت لها الفتاة، يشتبه المحققون بوجود جريمة اعتداء جنسي، فيما أدعى الرجال الأربعة الذين كانوا متواجدين في الشقة أنهم قدموا للفتاة مكانًا للنوم فقط.
المخدرات وجريمة جنسية محتملة
مصادر التحقيق أشارت إلى أن هناك أدلة مبدئية على تعاطي المخدرات والكحول في الشقة، كما لم تُستبعد شبهة ارتكاب جريمة جنسية ضد الفتاة، ورغم أن السلطات لم تتمكن حتى الآن من استجوابها بسبب حالتها الصحية، فقد فُتح تحقيق رسمي يشمل جميع الاحتمالات.
هوية الشخص الذي أبلغ الإسعاف لم تُعرف بعد، ما يُضيف مزيدًا من الغموض إلى القضية.
السلطات تحقق وتُراقب عن كثب
وأكدت مديرية شرطة ولاية فيينا (LPD Wien) في بيان رسمي: “نؤكد وقوع الحادث، والتحقيقات جارية حاليًا في جميع الاتجاهات.”
وقد شهد الحي الذي وقعت فيه الحادثة استنفارًا أمنيًا واسعًا، حيث لاحظ السكان تحليق مروحية شرطية وقيام عناصر الشرطة بتمشيط المنطقة بواسطة مصابيح يدوية.
صدى مأساة “ليوني” يعود
أعاد هذا الحادث إلى الأذهان بقوة مأساة الطفلة “ليوني”، البالغة من العمر 13 عامًا، التي توفيت في 26 يونيو 2021 بعد أن تم تخديرها واغتصابها داخل شقة في Wien-Donaustadt من قبل ثلاثة شبان أفغان. وقتها، أُسقطت جثتها ملفوفة بسجادة على جانب الطريق، في واقعة أثارت غضبًا واسعًا في الشارع النمساوي.
في ظل تشابه الظروف والخلفيات بين الحالتين، يتوقع أن يحظى هذا التحقيق باهتمام واسع من الجهات الأمنية والسياسية ووسائل الإعلام، وسط مطالبات مجتمعية مشددة بكشف ملابسات ما جرى ومعاقبة أي متورط.



