كاهن نمساوي سوري يطالب بدعم إنساني “عاجل” على الأرض في ظل وضع متوتر وتحديات اقتصادية هائلة بعد عودته من دمشق
أكد الكاهن الكاثوليكي السوري المقيم في فيينا، Hanna Ghneim، أن بلاده تحتاج إلى دعم إنساني عاجل على الأرض، مشيرًا إلى أن الوضع في سوريا لا يزال متوترًا وأن المصاعب الإنسانية عميقة والتحديات الاقتصادية لإعادة البناء هائلة. هذه التصريحات جاءت في تقرير قدمه الكاهن إلى الكنيسة النمساوية بعد زيارة قام بها مؤخرًا إلى مسقط رأسه في سوريا، حيث شدد على أن الخوف من المستقبل ورغبة السكان في مغادرة البلاد واضحة بشكل خاص بين الأسر الشابة.
وفي تفاصيل التقرير المقدم إلى الكنيسة النمساوية، أوضح الأب Ghneim أنه على الرغم من بعض التقدم العام الذي لوحظ عقب التحول السياسي، فإن الأوضاع الإنسانية في البلاد لا تزال تعاني، وأن الاقتصاد يواجه مصاعب جمة في مرحلة إعادة البناء. وأشار الكاهن إلى أن الخوف من المستقبل “محسوس بوضوح” بين السكان، لا سيما الأسر الشابة، وأن الرغبة في الهجرة ومغادرة البلد باتت “واضحة جدًا”.
وعلى الصعيد الاقتصادي والمعيشي، ذكر Ghneim أن العودة الجزئية لإمدادات الطاقة الأكثر انتظامًا تمثل نقطة إيجابية، لكن هذا الإيجاب يطغى عليه الزيادة الكبيرة التي بلغت عشرة أضعاف في أسعار الكهرباء. ونتيجة لذلك، تتفاقم معاناة الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل واسع، ما يلحق بها ضررًا بالغًا.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي والأمني، لفت Ghneim إلى أن “الحالة السياسية تعتبر غير واضحة وغير مستقرة”، وأن الوضع في شمال شرق وجنوب البلاد حرج بشكل خاص، حيث لا تزال خدمات الكهرباء والمياه والإمدادات الطبية غير متوفرة.
وأوضح الكاهن أنه على الرغم من الارتفاع في معدلات البطالة، والذي يطال حتى المهنيين المدربين تدريبًا جيدًا، وعدم وجود آثار ملموسة لتخفيف العقوبات، فإن وكالات المعونة لا تزال قادرة على تنفيذ مشاريعها. ونوه Ghneim إلى الأهمية البالغة لمشاريع المساعدات المحلية التي تعود بالنفع على الأقلية المسيحية والعديد من المسلمين على حد سواء في المجالات الأساسية. وتشمل هذه المساعدات دعم النازحين داخليًا بتكاليف الإيجار والطاقة، وتقديم المساعدة في الملابس، وتوفير الرعاية الطبية.
وأضاف Ghneim أن المبادرات الحالية تعمل على إنشاء أسواق اجتماعية لضمان حصول المحتاجين على الأغذية المخفضة. كما توجد خطط أيضًا لإنشاء مركز طبي يوفر العلاج الطبي المجاني للفقراء، حيث يضطر الكثير من الناس إلى تأجيل العلاج حتى اللحظة الأخيرة بسبب نقص الإمكانيات المالية.



