كورتس: ترامب يقود حربًا تجارية شرسة برسومه الجمركية العقابية وأوروبا ليست استثناءً
فيينا – INFOGRAT:
أكّد سيباستيان كورتس، المستشار النمساوي الأسبق ورجل الأعمال الحالي المعروف بقربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الأخير “تؤدي بالفعل إلى حرب تجارية شرسة”، مشيرًا إلى أن السياسة الاقتصادية لترامب هذه المرة جاءت مدروسة بعناية ومبنية على تحضيرات طويلة الأمد.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم لمنصة “Österreich” الإعلامية، قال كورتس إن إدارة ترامب خلال ولايته الأولى “لم تكن مستعدة جيدًا عند توليه الرئاسة”، لكنه أضاف أن الوضع تغيّر جذريًا اليوم، إذ أن ترامب “أمضى سنوات من العمل التحضيري المكثف، وأعد نصًا دقيقًا لجميع التدابير التي ينفذها الآن”.
وأوضح كورتس أن ترامب يرى في سياسات التعريفات الجمركية الدولية حالة من الظلم الممنهج، لا سيما تجاه الولايات المتحدة، سواء في تعاملاتها مع الصين أو حتى مع الاتحاد الأوروبي. ولفت إلى أن أوروبا “تفرض رسومًا جمركية تصل إلى 10% على السيارات الأميركية، في حين أن العكس ليس صحيحًا”.
كما أشار كورتس إلى أن الولايات المتحدة مثقلة بديون وطنية تبلغ 35 تريليون دولار، وأن إحدى أدوات إدارة هذه الديون تكمن في تعديل أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه جعل السداد أقل كلفة على الحكومة الأميركية، ما يفسر بعض التوجهات الاقتصادية الحادة للإدارة الأميركية الحالية.
ورغم تأكيده على أنه “ضد الرسوم الجمركية ويدعم التجارة الحرة”، أبدى كورتس تفهمه لمنهج ترامب القائم على “عقد صفقات من موقع القوة”، وقال في هذا السياق:
“ترامب هو صانع صفقات، وهذا يعني أنه يبدأ بإجراءات جذرية وصارمة ثم يفتح الباب لاحقًا لاتفاقات أكثر اعتدالًا”، معتبرًا أن هذا النهج قد لا يقود بالضرورة إلى ركود اقتصادي، داعيًا إلى التريث في إصدار الأحكام بشأن مآلات الوضع الاقتصادي الأميركي.
وحول ما إذا كانت هناك فرص للتوصل إلى اتفاق مع أوروبا بشأن الرسوم الجمركية العقابية، كشف كورتس أن “المفاوضات الأولية جارية بالفعل”، وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه المحادثات إلى “اتفاقيات متوازنة” تحفظ المصالح المتبادلة، وتخفف من حدة التوتر التجاري بين ضفتي الأطلسي.



