كيكل يلتقي فان دير بيلين.. هل تحسم المحادثات أم تتجه النمسا إلى انتخابات جديدة؟
فيينا – INFOGRAT:
شهدت مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي في النمسا تعثرًا جديدًا، بعدما طالب FPÖ بتولي وزارات سيادية، من بينها المالية والداخلية، مما أدى إلى حالة من الجمود، ورغم نفي الطرفين إنهاء المحادثات، اعترف ÖVP بوجود “مرحلة صعبة”، فيما هاجم FPÖ الحزب المنافس بشكل غير مباشر عبر فيسبوك، وفي حين وصف خبير العلوم السياسية بيتر فيلزمانير الأمر بأنه “غير مألوف من الناحية التفاوضية”، أكدت الخبيرة كاترين شتاينر-هاميرله أن الوضع يثير الريبة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفادت وسائل إعلام نمساوية بأن التوتر داخل ÖVP تصاعد بسبب إصرار FPÖ على مواقفه، ما أدى إلى انقطاع الاتصال بين الطرفين منذ مساء الثلاثاء، وفقًا لوكالة الأنباء النمساوية APA، ويطالب FPÖ بتولي وزارة الداخلية، التي تشمل ملفات الأمن واللجوء، بالإضافة إلى وزارة المالية القوية، علاوة على ملفات الإعلام والثقافة في المستشارية، والشؤون الأوروبية، وقد رفض ÖVP هذه المطالب بعبارة: “هذا غير ممكن”، بحسب مصادر التفاوض.
تصعيد إعلامي وردود فعل متباينة
أكد زعيم FPÖ، هربرت كيكل، عبر منشور على فيسبوك، أن مطالب حزبه تأتي ضمن “تحول جذري في السياسة”، موجهًا انتقادات ضمنية لـ ÖVP، حيث أشار إلى أن وزراء المالية السابقين مسؤولون عن تراكم ديون بالمليارات، من جانبه، أعرب ÖVP عن “دهشته” من تصريح كيكل، مشددةً على ضرورة تقديم عرض متكافئ إذا كان يسعى لتشكيل حكومة، وجاء في بيان للحزب يوم الأربعاء: “كيكل هو من قَبِل تفويض تشكيل الحكومة، وبالتالي يقع على عاتقه تقديم الحلول”.
اجتماع حاسم مع الرئيس فان دير بيلين
من المقرر أن يلتقي كيكل مع الرئيس ألكسندر فان دير بيلين اليوم الخميس، وهو اجتماع كان مجدولًا مسبقًا، لكنه قد يحمل مؤشرات حاسمة حول مستقبل المفاوضات، وفي حال أعلن كيكل فشل المحادثات، فقد تلوح في الأفق انتخابات جديدة، في المقابل، أفادت تقارير بأن زعيم ÖVP، كريستيان شتوكر، قد التقى فان دير بيلين بالفعل مساء الأربعاء، لكن لم تصدر أي تأكيدات رسمية حول مجريات الاجتماع.
التحليل السياسي: أزمة ثقة وصراع على السلطة
يرى الخبير بيتر فيلزمانير أن مطالب FPÖ ليست مفاجئة، حيث تعتبر وزارة المالية أقوى الوزارات نظرًا لسيطرتها على الميزانيات الحكومية، بينما تكتسي وزارة الداخلية أهمية خاصة بسبب مسؤوليتها عن ملفي الهجرة واللجوء، وهما محور برنامج الحكومة المقبلة، أما كاترين شتاينر-هاميرله، فتؤكد أن الصراع الحالي ليس مجرد “مسرحية سياسية”، بل يعكس فقدان الثقة المتبادل بين الحزبين، وأضافت أن الاجتماع بين فان دير بيلين وكيكل سيكون حاسمًا، إذ يملك الرئيس دورًا في المصادقة على توزيع الحقائب الوزارية واختيار الشخصيات الوزارية،
ومن المتوقع أن تتضح خلال الأيام القادمة ملامح المفاوضات، سواء باستئنافها أو إعلان فشلها رسميًا.



