الثقافة اليمنية تتألق في النمسا.. أكثر من 500 مشارك في “اليوم اليمني الثقافي” في سالزبورغ

شهدت مدينة سالزبورغ النمساوية يوم السبت 19 يوليو 2025 تنظيم “اليوم اليمني الثقافي في النمسا” بمشاركة أكثر من 500 شخص، وحضور رسمي يمني ونمساوي تقدمه السفير اليمني في النمسا هيثم شجاع الدين، في فعالية مميزة حفلت بالأنشطة التراثية والموسيقية والشعرية، ونظمت بجهود فردية وتمويل شعبي من الجالية اليمنية، مع رعاية إعلامية من مؤسسة “INFOGRAT النمسا ميديا” التي حظيت بالتكريم في ختام الحفل.

انطلقت الفعالية بكلمة ترحيبية ألقاها المقدم، قدّم فيها أهداف الحدث الثقافي ورسائله، وأعرب عن الشكر للجهات الداعمة، ممهّدًا لبرنامج متنوع غني بالتراث والرموز اليمنية الأصيلة.

روح الزامل وافتتاح رسمي مشترك

بدأت الفقرة الأولى بصوت الزامل اليمني الذي صدح في أرجاء المسرح، مجسّدًا الفخر والانتماء من قلب المرتفعات الشمالية اليمنية. تبعها الافتتاح الرسمي بالنشيد الوطني اليمني، ثم كلمة رئيس الجمعية اليمنية للثقافة والاندماج في النمسا السيد نوح الجاسري الذي رحب بالحاضرين والضيوف وشكر القائمين على الفعالية التي سلّط الضوء على دور الجمعية في تعزيز الروابط بين الجاليات اليمنية وهويتها، كما ألقى ممثل بلدية سالزبورغ كلمة عبّر فيها عن دعم المدينة للتنوع الثقافي والاندماج المجتمعي.

اليمن من منظور الصورة والتجربة

في عرض مرئي بعنوان “اليمن: حضارة وتنوع”، تم تقديم مشاهد بصرية ساحرة من الطبيعة والمعالم والمدن التاريخية، بترجمة ألمانية، تلاه حديث وجداني للأستاذة Gudrun Orth التي نقلت تجربتها الشخصية في اليمن، مركزةً على ما لمسته من أصالة وترابط اجتماعي، لا سيما بين النساء اليمنيات.

موسيقى وشعر يعبران الحدود

توالت العروض الفنية، بدءًا بتقديم آلة القَنبوس اليمني، تلاه أداء راقٍ على آلة العود لمقطوعتين من الطرب الصنعاني والطابع الشعبي المعاصر. وفي فقرة شعرية مؤثرة، ألقيت قصيدة باللغة الألمانية نقلت مشاعر المهاجر اليمني بين وطنين، لتعميق فهم الجمهور النمساوي لتجربة الاغتراب.

فكر وتراث حيّ

قدّم الباحث د. مروان الغفوري مداخلة فكرية بعنوان “تجارب يمنية في المهجر من زاوية ثقافية”، تناول فيها تطور الهوية اليمنية في الاغتراب وقدرتها على التأقلم، مستعرضًا غنى الثقافة اليمنية. بعدها، قدّمت فرقة شبابية رقصة البرع اليمني التقليدية، تلتها رقصة الشرح الحجري الجنوبية، لتجمع بين رموز الرجولة ومظاهر الفرح اليمني الأصيل.

تكريم المشاركين والرعاة

اختُتم الجزء الرسمي من الحفل بتكريم المتطوعين والمشاركين، وتوزيع دروع تقديرية وشهادات شكر، حيث تم تكريم مؤسسة INFOGRAT النمسا ميديا تقديرًا لدورها الإعلامي في دعم الفعالية وتغطيتها.

برنامج ما بعد الاستراحة: صوت الجاليات اليمنية والعربية

استؤنفت الفعاليات بعد استراحة الغداء بكلمة للمهندس محمد الشليف رئيس الجالية اليمنية في برلين، ركّز فيها على أهمية التواصل بين الجاليات اليمنية. تلاه الشاعر حمد الظبياني بقصيدة وجدانية، ثم كلمة الدكتور مجاهد سرحان رئيس الجالية اليمنية في هولندا الذي تحدث عن أهمية تمثيل اليمن بصورة مشرّفة في الخارج.

ألقى الشاعر أبو شوق قصيدة شعبية باللهجة اليمنية، لاقت تفاعلًا حارًا من الحضور، فيما اختُتم البرنامج بكلمة للأستاذ ضياء الشمري رئيس الجالية العراقية، أشاد فيها بالترابط الثقافي بين الشعبين اليمني والعراقي، وأهمية التعاون بين الجاليات العربية في أوروبا.

بوفيه تراثي وكرم يمني أصيل

رافق الفعالية بوفيه مفتوح غني بأصناف المأكولات اليمنية التراثية التي عكست كرم الضيافة وأصالة المطبخ اليمني، نُظّم بالكامل بجهود فردية من أبناء الجالية اليمنية ودون دعم مؤسساتي، ما أضفى على الحدث طابعًا مجتمعيًا نابضًا بالانتماء والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى