لمواجهة تغير المناخ.. جامعة فيينا التقنية تحوّل مبناها إلى “مختبر اختباري” لتطوير الجيل القادم من الواجهات الخضراء في المدن
تُعتبر الواجهات المغطاة بالنباتات إحدى الوسائل الفعالة لتنظيم درجة الحرارة داخل المباني بشكل أفضل. وتعمل جامعة فيينا التقنية (TU Wien) حاليًا على مشروع بحثي، باستخدام أحد مبانيها الخاصة في شارع Favoritenstraße، بهدف تطوير الجيل التالي من الواجهات المغطاة بالنباتات الخضراء، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أوضحت الدكتورة Azra Korjenic، رئيسة معهد تكنولوجيا المواد وفيزياء وعلم بيئة البناء، والمشرفة على المشروع في الوقت نفسه، أن “الواجهات الخضراء تكتسب أهمية متزايدة باستمرار من أجل التنمية الحضرية المستدامة، وذلك بسبب التوسع الحضري المتنامي والتقدم المستمر في التغير المناخي”. وتعمل أربعة معاهد تابعة للجامعة التقنية معًا على هذا المشروع الذي تم الانتهاء من تجهيزاته الأولية في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
سيعمل فريق البحث لمدة عامين على تقييم القياسات التي يتم جمعها بواسطة العديد من أجهزة الاستشعار. وتتركز الدراسة على كيفية تحسين الواجهات الخضراء من الناحية الفيزيائية للبناء (Bauphysik) وكيف يمكن تصميم طبقة التهوية الخلفية بشكل مثالي لهذا الغرض. بالإضافة إلى ذلك، يتم تسجيل ومراقبة حالة النباتات ونموها رقميًا. ويُتوقع أن تؤدي النتائج المستخلصة على المدى الطويل إلى تصميم واجهات خضراء في المدن تكون أفضل تخطيطًا، وأسهل في الصيانة والرعاية، وتُحقق تأثيراً مناخياً مثالياً.
واجهة حقيقية وأخرى رقمية
كان اختيار النباتات التجريبية مفاجئاً لغير المتخصصين، حيث تم زراعة نباتات قياسية قوية مثل الفراولة، والغرنوقي (Geranien)، وغيرها من النباتات التي تزهر في الربيع. ويُعد “التعرض الشمسي” (solare Exposition) أمرًا مهمًا في هذا الإطار، أي توجيه الواجهة نحو الشمال أو الجنوب، مما يعني فترة وشدة مختلفة للتعرض لأشعة الشمس. وتضمن المؤقتات وأجهزة الحاسوب سقاية النباتات بشكل صحيح وفقًا للموسم ودرجة الحرارة.
تمتلك الواجهة الحقيقية “توأماً رقمياً” (digitalen Zwilling)، وهو تمثيل ثلاثي الأبعاد يجعل البيانات مرئية. وبالتالي، يمكن مراقبة وتحليل ومحاكاة وتحسين دورة الحياة الكاملة للواجهة الخضراء على الشاشة.
استطلاع رأي حول التأثير على الجيران
وفقًا لجامعة فيينا التقنية، تتمتع الواجهات الخضراء بالعديد من المزايا؛ فالنباتات لا تُحسّن مظهر الواجهات فحسب، بل تعمل أيضًا على تبريد الهواء في محيطها المباشر وتوفر عزلًا صوتيًا. كما أن لها تأثيرًا إيجابيًا على الأجزاء الداخلية للمبنى إذا كان عزلها سيئًا. وكلما نمت النباتات بشكل أكبر، زادت مساحة النوافذ التي يتم تظليلها، مما يؤثر بدوره على درجة الحرارة في الداخل.
تم إشراك الجيران أيضاً في هذا المشروع. حيث تم إجراء استطلاع مسبق حول المشروع بين موظفي الجامعة الذين لديهم مكاتب في المبنى، والمُارة، وموظفي وضيوف فندق مقابل ومحلات تجارية أخرى. وبمجرد أن تزهر النباتات في الربيع، يعتزم الباحثون إجراء استطلاع رأي “لاحق”.



