لمواجهة “موجة التقاعد”.. الشرطة النمساوية تستقبل 1400 طالب جديد في عام 2026
تنعكس ظاهرة تقاعد جيل “طفرة المواليد” حالياً على الشرطة النمساوية، التي تسعى لتعزيز كوادرها. وبعد فترة من التباطؤ في التدريب، أعلنت السلطات عن خطة لاستقبال 1.400 طالب وطالبة شرطة جديد في جميع أنحاء النمسا خلال عام 2026، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على العدد الحالي من أفراد الشرطة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
منذ عام 2016، الذي شهد العديد من المشكلات الهيكلية في شغل الوظائف المخطط لها داخل جهاز الشرطة، تم توظيف ضباط شباب جدد بشكل مستمر. وذكرت وزارة الداخلية أنه تم منذ ذلك الحين توظيف 4.100 ضابط جديد، مما أدى إلى الوصول إلى أعلى مستوى على الإطلاق، حيث يبلغ عدد أفراد الشرطة حالياً في النمسا 32.500 شرطي وشرطية. ولهذا السبب، قامت وزارة الداخلية بتقليص وتيرة التدريب للحفاظ على هذا العدد من الموظفين، وهو العدد الذي يفرضه مخطط التوظيف الاتحادي.
تستمر فترة التدريب الأساسي عامين، وهناك أربعة مواعيد لبدء الدورات سنوياً. يوجد حالياً 3.450 شاباً وشابة في دورات التدريب الأساسي هذه في جميع أنحاء النمسا. ومن المتوقع أن ينهي 1.900 منهم هذه الدورات ويبدأون خدمتهم الفعلية في العام المقبل. بالتوازي مع إنهاء هؤلاء لتدريبهم، سيتم قبول 1.400 ضابط جديد في المدارس، مع التركيز بشكل خاص على فيينا، وإقليم النمسا السفلى (Niederösterreich)، وإقليم النمسا العليا (Oberösterreich)، وإقليم تيرول (Tirol).
150 طالب شرطة جديد في إقليم النمسا السفلى
في عام 2023، تم قبول 285 شاباً في مدارس الشرطة، وفي عام 2024 وصل العدد إلى 375، بينما انخفض في عام 2025 إلى 135 فقط، منهم 51 بدأوا تدريبهم في 2 ديسمبر – للمزيد حول هذا الموضوع (Polizei spart: Ausbildung wird stark reduziert).
ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مرة أخرى في العام القادم: فمن المقرر لعام 2026 قبول 150 طالب وطالبة شرطة في إقليم النمسا السفلى. وذكرت وزارة الداخلية أن هذا العدد يمثل ثاني أعلى رقم وثاني أعلى زيادة بين جميع الأقاليم الاتحادية، مؤكدة أن فيينا وحدها تحقق أرقاماً أعلى في كلتا الفئتين.
فيينا: مرشحون لا يحضرون الدورات التدريبية
تعاني العاصمة الاتحادية من أعلى احتياج للتوظيف بسبب العدد الكبير المتوقع للمتقاعدين، لا سيما مع السعي لملء جميع الوظائف الشاغرة بأسرع ما يمكن. بالإضافة إلى ذلك، تم في فيينا تشكيل الوحدة الخاصة “شرطة حماية المنشآت” (Objektschutzpolizei) لتخفيف العبء عن دوريات الشرطة الأساسية، وهي الوحدة التي يجب تعزيزها الآن.
ومع ذلك، تواجه فيينا مشكلة فريدة من نوعها لا توجد في أي إقليم اتحادي آخر: ففي كل دورة تدريبية، تظل هناك مقاعد شاغرة، لأن بعض المرشحين الذين اجتازوا جميع التصفيات والاختبارات بنجاح لا يحضرون الدورة، حسبما أفاد متحدث باسم وزارة الداخلية. هذا الأمر يجعل التحضير لتعويض المتقاعدين أكثر صعوبة بكثير في العاصمة مقارنة بالأقاليم الأخرى.
