“لم تكن مسؤولة عن أفعالها”.. ايقاف تنفيذ عقوبة الإيداع بحق تركية ذبحت ابنها البالغ أربع سنوات

فييناINFOGRAT:

قرّرت محكمة الولاية في فيينا إيداع السيدة البالغة من العمر 29 عاماً وهي تركية، التي قتلت ابنها البالغ من العمر أربع سنوات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في حي Favoriten أثناء نوبة ذهانية حادة، في مركز علاجي نفسي جنائي (forensisch-therapeutisches Zentrum) وذلك لعدم أهليتها الجزائية. ومع ذلك، قضت المحكمة بتعليق تنفيذ هذا الإجراء بشكل مشروط لمدة خمس سنوات تحت المراقبة (Probezeit)، مع فرض مجموعة واسعة من التعليمات والالتزامات على المدّعى عليها. وقد اكتسب القرار الصفة القطعية بالفعل، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

الحكم والإجراءات المتبعة

كانت سلطة الادعاء العام قد طالبت، بموجب الفقرة 21، البند 1 من قانون العقوبات النمساوي (Paragraf 21 Absatz 1 StGB)، بإيداع السيدة في مركز علاجي نفسي جنائي.

ووفقاً لتقريرين نفسيين، تصرّفت السيدة البالغة من العمر 29 عاماً تحت التأثير السائد لاضطراب نفسي خطير ومستدام. وعليه، فإن قيامها بنحر ابنها بسكين مطبخ أثناء نومه كان ناجماً عن اضطراب ذهاني حاد ومتعدد الأشكال (akute polymorphe psychotische Störung) مع أعراض الفصام (Schizophrenie).

بناءً على رأي الخبراء الذي اعتمدت عليه النيابة العامة في طلب الإيداع، كانت الأم فاقدة للأهلية الجزائية (Zurechnungsunfähigkeit) وقت ارتكاب الجريمة. ونتيجة لذلك، لم يكن بالإمكان ملاحقة السيدة بتهمة القتل العمد (Mord).

“مسار سريع ومرض قابل للعلاج”

أوضح الطبيب النفسي Peter Hofmann خلال جلسة المحكمة أن المرض النفسي للمتّهمة قد سلك “مساراً خاطفاً”، حيث “تطوّر سريعاً جداً”، وتجلّت صورة المرض في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية. ومع ذلك، أكد الطبيب أن المرض “قابل للعلاج بشكل جيد”، ونتيجة لذلك، تحسّنت حالة السيدة بشكل مستدام بفضل الأدوية المناسبة.

السيدة المريضة نفسياً مودعة حالياً في منشأة متخصصة في شكل مرضها، حيث تتلقى رعاية وثيقة. وتضمن هذه المنشأة استمرارها في تناول أدويتها. ولن يتغير هذا الوضع في الوقت الحالي، إذ قرّرت هيئة المحلفين (Schwurgericht) تعليق تنفيذ الإجراء المشروط (Maßnahmenvollzug) وإبقاء السيدة البالغة من العمر 29 عاماً في المنشأة لتلقي العلاج الداخلي.

التعليمات والالتزامات المفروضة

كجزء من الحكم المشروط، يجب على السيدة الاستمرار في تناول أدويتها، ومواصلة علاجاتها النفسية والتحليلية، والمشاركة في الأنشطة اليومية المتوفرة لها، وتقديم تقارير طوعية حول مسار علاجها. بالإضافة إلى ذلك، تمّ الأمر بوضعها تحت إشراف خدمات المراقبة الشرطية (Bewährungshilfe).

“لم أكن أنا نفسي”: اعتراف الأم القاتلة

كانت الأم قد أوضحت لهيئة المحلفين في بداية المحاكمة مطلع حزيران (يونيو) الماضي: “لم أكن أنا نفسي. كنت فاقدة للسيطرة تماماً”. وذكرت أنها اعتقدت أنها يجب أن “تُنقذ” طفلها. وأضافت أنها بدأت بالهلوسة قبل يومين من الجريمة، وتخيّلت حينها أن رجالاً كانت قد رأتهم في ساحة Reumannplatz سيقومون باغتصاب طفلها.

وعندما سمعت أصوات مفاتيح في الشقة ليلة 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، انتابتها حالة من الذعر والخوف، و”وجدت سكيناً في المطبخ”، حسب قول الشابة. وتابعت: “الذعر خلق الخوف، والخوف خلق الذعر. اعتقدت أنني يجب أن أحمي طفلي. يجب أن أنقذ طفلي. قتلت طفلي”.

وفي ختام جلسة المحكمة لهذا اليوم، اعتذرت السيدة البالغة من العمر 29 عاماً لزوجها، الذي لا يزال يدعمها على الرغم من مقتل طفلهما ويرغب في العودة للعيش معها. وقالت السيدة، التي بدت متماسكة: “كنا عائلة جميلة وسعيدة. أحببت طفلي، ولكن فجأة أصبحت شخصاً آخر”. وأكدت أنها الآن “عادت مستقرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى