مئات يشيّعون البابا فرانسيس في كنيسة Stephansdom بالعاصمة فيينا

اجتمع مئات الأشخاص مساء الاثنين في كاتدرائية “Stephansdom” وسط فيينا، للمشاركة في قداس جنائزي (Requiem) تكريماً للبابا الراحل فرانسيس، الذي وافته المنية خلال عطلة عيد الفصح، وجاءت هذه المشاركة الواسعة في أجواء من الحزن والوقار، حيث رُفعت راية الفاتيكان وعليها شريط حداد على واجهة الكاتدرائية.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ألقى الكاردينال Christoph Schönborn، الذي أُعلن مؤخرًا ككاردينال فخري (emeritierter Erzbischof) لفيينا، العظة الرئيسية في القداس الجنائزي الذي أُطلق عليه وصف „kleines Requiem“ (القداس الصغير).
وقد أُقيم القداس أمام صورة كبيرة للبابا الراحل فرانسيس وهو يبتسم، وقد وُضعت عليها شارة سوداء حدادًا.
وفي كنيسة غصت مقاعدها بالحضور، استمر القداس نحو ساعة ونصف، وتناول فيه شونبورن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في حياة البابا، مركّزًا على دفاعه عن الفقراء والمهاجرين، وعلى مبادراته التي شملت أيضًا من هُمّشوا من المجتمع، حتى لو كان ذلك نتيجة أخطائهم الخاصة.

“Todos, todos, todos” – الكل محبوب من الله

استعاد شونبورن أحد شعارات البابا فرانسيس: „Todos, todos, todos“ (الجميع، الجميع، الجميع)، مؤكدًا أن البابا الراحل آمن بأن كل إنسان محبوب من الله، دون استثناء.
وذكّر شونبورن بأن البابا، رغم وضعه الصحي المتدهور، زار سجنًا في روما ليلة خميس الفصح (Gründonnerstag)، وهي لفتة تعبّر عن روح تعاليمه التي لم تفارقه حتى في أيامه الأخيرة.

كما أشار إلى أن أول رحلة رسمية للبابا فرانسيس بعد انتخابه كانت إلى جزيرة Lampedusa، والتي كانت في تلك الفترة رمزًا لأزمة اللاجئين في البحر المتوسط.
ورأى شونبورن أن هذا القرار لم يكن عابرًا، بل كان جزءًا من رسالة روحية وإنسانية واضحة، حتى لو تعرّض في بعض الأحيان لاتهامات بـ”ال naïveté” (السذاجة) في تعامله مع قضايا اللجوء والهجرة.

الوفاة في زمن القيامة: “رسالة قوية”

توقف شونبورن أيضًا عند توقيت وفاة البابا فرانسيس، والتي حدثت خلال فترة عيد الفصح، تمامًا كما حصل مع البابا يوحنا بولس الثاني.
ورأى أن هذا الترابط الرمزي بين زمن القيامة ورحيل بابوين كبيرين يحمل “رسالة قوية”.
وأضاف أن البابا الراحل، رغم وهنه في أحد القيامة (Ostersonntag)، قام برفع يده بالكاد ليؤدي إيماءة البركة، في لحظة وصفها بـ”المؤثرة والعميقة”.

جنازة كبرى مرتقبة خلال تسعة أيام

وبحسب ما أفادت به وكالة Kathpress، سيُقام قداس جنائزي كبير خلال الأيام التسعة المقبلة، بدعوة من رئيس أساقفة سالزبورغ، Franz Lackner، الذي يرأس كذلك مؤتمر الأساقفة في النمسا.
وسيشهد هذا القداس مشاركة كافة الأساقفة النمساويين، بالإضافة إلى شخصيات من الدولة، رغم أن الموعد المحدد للقداس لم يُعلن بعد.

“Pummerin” تدقّ حزناً وكلمات تعزية رقمية

بُعيد إعلان وفاة البابا يوم إثنين الفصح (Ostermontag)، وفي تمام الساعة العاشرة صباحًا، دقّ جرس “Pummerin” الشهير في كاتدرائية شتيفانسدوم، تعبيرًا عن الحداد الوطني.
وأطلقت أبرشية فيينا على موقعها الإلكتروني سجل تعزية رقمي، لتمكين المؤمنين من التعبير عن حزنهم وتوجيه كلمات الوداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى