محاكمة والدي طفلة سورية في فيينا بعد تعرضها لهز عنيف سبب لها أضرارًا دائمة في البصر والحركة
عُقد يوم الثلاثاء في محكمة المقاطعة في فيينا أولى جلسات محاكمة والدي أربعة أطفال، المتهمين بمحاولة قتل طفلتهم الصغرى، وقد وُجهت التهمة مباشرة إلى الأب باعتباره الفاعل الرئيس، فيما وُجهت للوالدة تهمة التواطؤ، وكانت الطفلة، التي لم تتجاوز ستة أسابيع من عمرها حينها، قد نُقلت إلى المستشفى قبل عيد الميلاد مصابة بإصابات دماغية خطيرة، نجت على إثرها لكنها تعرضت لأضرار دماغية دائمة تجعلها غير قادرة على البلع ورؤية الأشياء بشكل طبيعي تقريبًا، بحسب صحيفة kurier النمساوية.
وفقًا لائحة الاتهام، يُتهم الأب البالغ من العمر 26 عامًا بمحاولة قتل طفلته بنية مشروطة على الأقل، عن طريق هزها بشكل متكرر في مناسبتين على الأقل خلال ديسمبر 2024، ما أدى إلى إصابتها بصدمات دماغية شديدة تشمل نزيفًا بين جمجمتها والمخ، وارتفاع ضغط الدماغ، ونزيف في مؤخرة العين، وتكوّن أكياس مائية على جانبي الدماغ، وتجمد في أوردة الدماغ، وتهديد مباشر لحياتها.
أما الأم البالغة من العمر 23 عامًا، فقد اتهمتها النيابة بعدم منع زوجها من ارتكاب الجريمة رغم تواجدها في الشقة أثناء الاعتداءات، وعدم حمايتها للطفلة أو إعلام أي جهة معنية مثل الأطباء أو خدمة رعاية الأطفال والشباب (MA 11).
ومن جانب دفاع الوالدين، نفى كل منهما ارتكاب أي اعتداء على الطفلة التي وُلدت في 13 أكتوبر 2024، مؤكّدين أنهما كانا يعتنيان بها بحب وحرص، وقال محامي الدفاع أندرياس رايشنباخ إن الأب “لم يهز الطفلة أبدًا”، وإنه “كان دائمًا محبًا لها”. وأضاف أن الشهادة الوحيدة في محيط الأسرة لا تشير إلى أي سلوك عنيف من جانب أي من الوالدين، وأن الأم لم تشهد أي عنف من الزوج تجاه الأطفال.
والزوجان من سورية، وكانا متزوجين منذ سبع سنوات؛ وصل الأب إلى النمسا عام 2021، واستقدَم زوجته وأطفاله الثلاثة في 2023، وعاشوا معًا في شقة في سيميرينغ منذ ديسمبر 2023، ومع قدوم الطفلة الصغرى في الخريف الماضي.
يُذكر أن الطفلة نُقلت إلى المستشفى في 20 ديسمبر 2024، وأكد الأطباء فورًا وجود إصابات ناجمة عن هز عنيف شديد، حاول الوالدان في البداية التذرع بأن الطفلة تعرضت للإصابة بشكل غير مقصود بسبب سقوطها على يد شقيقتها الكبرى أثناء اللعب، إلا أن النيابة استندت إلى تقرير طبي نفى إمكانية حدوث الإصابات بالطريقة التي وصفها الوالدان.
الوالدان محتجزان في السجن الاحتياطي منذ منتصف يناير، فيما تم أخذ الأطفال الثلاثة الآخرين منهم بسبب خطر محتمل، وتولت خدمة رعاية الأطفال والشباب في فيينا (MA 11) الحضانة المؤقتة لهم عبر أسر بديلة، والطفلة الصغرى نجت من الحادثة لكنها تعاني من أضرار دائمة، تشمل فقدانًا شبه كامل للبصر، وعدم القدرة على البلع، واضطرابات في التنسيق الحركي.



