محكمة فيينا تدين فتى نمساوي”مفجر النظام” بعد ارتكابه مئات الجرائم

أُدين فتى نمساوي يبلغ من العمر 14 عاماً في فيينا بعد ارتكابه أكثر من مئة جريمة، بعد أن أصبح مؤخراً خاضعاً للمساءلة القانونية وفق القانون الجنائي النمساوي. وقد صدر بحقه أول حكم قضائي بالسجن عشر أسابيع دون وقف التنفيذ، بعد تورطه في كسر زجاج سيارة بهدف السرقة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شهدت العاصمة النمساوية فيينا صدور أول حكم بالسجن بحق فتى عُرف إعلامياً بصفته “Systemsprenger”، أي شخص يرفض كافة أشكال النظام والرعاية. وقد بلغ هذا الفتى 14 عاماً في نهاية مارس/آذار الماضي، ليصبح بذلك مشمولاً بأحكام القانون الجنائي.

فبعد يومين فقط من عيد ميلاده، وتحديداً في 25 مارس، أقدم الفتى على تحطيم زجاج سيارة متوقفة بواسطة مطرقة بدافع السرقة. ومع أنه لا يزال قريباً من الطفولة عمرياً، فإن سجله الإجرامي يحوي أكثر من مئة قيد لدى النيابة العامة، معظمها ارتكبت حين كان دون السن القانونية للمساءلة الجنائية (تحت 14 سنة).

أصغر أعضاء العصابة لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة

أظهرت التحقيقات التي قامت بها فرقة مكافحة الجرائم الشبابية أن الفتى المدان كان جزءاً من عصابة تنشط منذ عدة أشهر في تنفيذ عمليات اقتحام للسيارات المغلقة وتشغيلها دون إذن. وقال أحد المحققين لوكالة الأنباء النمساوية APA: “أصغر أعضاء هذه العصابة تتراوح أعمارهم بين 11 و12 سنة”. وأضاف أن الفتى البالغ من العمر 14 عاماً، والذي أُدين مؤخراً، كان من أبرز الناشطين ضمن هذه المجموعة: “لم تمر عليه أسبوع دون أن تتعامل معه الشرطة”.

محاكمة أخرى في 6 مايو

أعدت النيابة العامة في فيينا لائحة اتهام جديدة بحق الفتى البالغ من العمر 14 عاماً، إضافة إلى شاب آخر سيبلغ 16 سنة الأسبوع المقبل، تتضمن تهم تكوين جماعة إجرامية، والسرقة المقرونة بالكسر بشكل ممنهج ومهني، واستخدام المركبات دون إذن، وإخفاء وثائق رسمية.

وتتحدث لائحة الاتهام عن أن الفتى المدان وشريكه الأكبر سناً شكّلا مع عدد من الأطفال غير الخاضعين للمساءلة القانونية عصابة ارتكبت عدداً من عمليات الاقتحام بغرض السرقة، ومن بين هذه العمليات اقتحام متجر مجوهرات في 24 مارس، يوم عيد ميلاد الفتى نفسه. حيث كسر أفراد العصابة زجاج باب المتجر، واستولوا على مجوهرات تبلغ قيمتها 13,310 يورو.

جولات اقتحام ليلية بتخطيط مدروس

منذ يناير/كانون الثاني، يُشتبه في أن الفتى المدان وصديقه الأكبر سناً قاما بقيادة ستة أطفال دون سن 14، إلى جانب شركاء مجهولي الهوية بعد، في ما لا يقل عن 15 ليلة من اقتحام المحلات التجارية، حيث كان يتم استهداف ثلاثة متاجر على الأقل في كل ليلة.

ومع الوقت، أصبح الفتيان الأكبر سناً يكتفيان بدور المراقبة، ويُكلّفان الأصغر سناً بالاقتحام والسرقة، مدركين أنهم لا يمكن أن يُعاقبوا قانونياً بسبب سنهم.

وتركزت عمليات الاقتحام بشكل خاص على ورش ومراكز بيع السيارات، حيث استولى أفراد العصابة على أموال ومفاتيح سيارات. واستخدموا تلك المفاتيح لسرقة سيارات وتنفيذ ما وصفته النيابة بـ”جولات القيادة الترفيهية”، أو ما يُعرف باللغة العامية بـ”Spritztouren”.

حوادث وقيادة متهورة بمركبات مسروقة

تشير لائحة الاتهام إلى أن الفتى البالغ من العمر 14 عاماً قام بثلاث جولات قيادة على الأقل باستخدام سيارات مسروقة. انتهت إحداها بانفجار أحد الإطارات، وأخرى بحادث مروري أدى إلى تدمير كامل لسيارة “بيك آب” أمريكية.

وفي 28 مارس، التقى الفتى بشريكه البالغ من العمر قرابة 16 عاماً بعد أن كان الأخير قد تسبب بحادث خطير خلال مطاردة من الشرطة، وذلك عقب قيادته بسرعة جنونية وسط ظروف من الظلام والأمطار، دون رخصة قيادة، وبسرعة تجاوزت 100 كيلومتر في الساعة.

وعلى الرغم من تمكنه من الفرار في البداية، فقد السيطرة على السيارة في منطقة Wien-Leopoldstadt واصطدم بسيارة متوقفة، مما أدى إلى انقلاب السيارة على سطحها. وأسفر الحادث عن إصابة اثنين من الركاب البالغين من العمر 13 سنة، أحدهم بكسر في الذراع والآخر بإصابة في الركبة.

اتهامات إضافية: مقاومة السلطات والتسبب بإصابات

يُعتبر الفتى الأكبر سناً هو المتهم الرئيسي في المحاكمة المقبلة، إذ ترى النيابة العامة أنه ارتكب سلسلة من الجرائم منذ نهاية عام 2024، تضمنت 28 ليلة من الاقتحامات، بمشاركة أطفال غير خاضعين للمساءلة القانونية.

وإلى جانب تهم السرقة والعضوية في جماعة إجرامية، تُوجه إليه اتهامات بمقاومة رجال الشرطة والتسبب في إصابات جسدية بسبب الإهمال، في سياق الحادث الذي تسبب فيه أثناء مطاردته من قبل الشرطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى