مدير IHS في فيينا: النمسا بحاجة إلى إصلاحات كبرى في المعاشات والضرائب ويحذر من “انحدار تدريجي” للاقتصاد

فييناINFOGRAT:

دعا الخبير الاقتصادي الألماني und Direktor des Instituts für Höhere Studien (IHS) في فيينا، إلى إصلاحات كبرى في النمسا، مشيراً إلى أن البلاد تواجه “انحداراً تدريجياً” نتيجة مشاكل هيكلية مزمنة، أبرزها نظام المعاشات، الفيدرالية، وجمود الشراكة الاجتماعية، وأكد أن الضغوط الديموغرافية وأزمة الموازنة تستدعي إصلاحات عاجلة في قطاعات الصحة والتعليم والمعاشات، بحسب صحيفة kurier النمساوية.

وأوضح الخبير أن دولاً أوروبية أخرى ربطت سن التقاعد بزيادة متوسط العمر المتوقع دون أن ينهار سوق العمل لكبار السن، بينما تتأخر النمسا في هذا المجال. وأشار إلى ضرورة اعتماد نظام مرن للتقاعد يأخذ بعين الاعتبار المهنة والحالة الصحية، مؤكداً أن فرض سن موحد للجميع يؤدي إلى ظلم، خاصة لمن يعملون في وظائف مرهقة بدنياً.

وفي ما يتعلق بالنقاش الدائر حول الأسعار، رفض الاقتصادي تدخل الدولة في تحديد أسعار المواد الغذائية، مذكّراً بأن مثل هذه التدخلات غالباً ما تؤدي إلى نقص في العرض أو تراجع الجودة. ورأى أن ارتفاع التضخم الأخير سببه الأساسي اختفاء آليات دعم أسعار الطاقة، متوقعاً عودة المعدلات إلى نحو 2% بحلول 2026. لكنه أشار إلى أن على الحكومة دعم الفئات الأكثر تضرراً من الغلاء بدلاً من محاولة ضبط الأسعار بشكل إداري.

كما دعا إلى إصلاح هيكلي للنظام الضريبي، بحيث تخفف الأعباء على العمل مقابل فرض ضرائب معتدلة على الثروات، خاصة على الأراضي والعقارات، مع إمكانية اعتماد ضريبة ميراث محدودة الاستثناءات. وأكد أن أي زيادة في الإيرادات يجب أن توجه لتخفيف العبء عن العاملين والاستثمار في التعليم.

وفي سياق النقاش حول العمل بدوام جزئي، أوضح الخبير أن الزيادة الكبيرة في الوظائف الجزئية تحد من إمكانات النمو الاقتصادي في وقت يشهد فيه سوق العمل نقصاً في الأيدي العاملة. لكنه أشار إلى أن العمل الجزئي يعكس في جانب منه مستوى الرفاهية، إذ يتمكن البعض من تحمله مالياً، بينما يعيش آخرون بالكاد من وظيفة بدوام كامل. وحذر من أن هذا التفاوت قد يقود إلى انقسام اجتماعي.

كما طالب بتوسيع رعاية الأطفال لتشجيع الانتقال من العمل الجزئي إلى العمل بدوام كامل، وبمراجعة نظام الضرائب التدريجي الذي يثقل كاهل من يتقاضون بين 20 و40 ألف يورو سنوياً. وشدد على أن تحسين التوازن بين العمل والحياة يتطلب مزيداً من المرونة من أرباب العمل والسياسة على حد سواء.

وعن مستقبل سوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي، نفى الخبير أن يكون بمثابة “سلاح دمار شامل للوظائف”، مؤكداً أنه يمثل تحولاً هيكلياً يغيّر طبيعة الكثير من المهن. وأكد الحاجة إلى برامج تدريب وتأهيل تُمكّن العمال من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل منتج، مستشهداً بقطاع الرعاية الصحية حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في الأعمال الإدارية بينما يبقى العمل الإنساني في الرعاية لا غنى عنه.

واختتم الخبير حديثه بالإشارة إلى تجربته الشخصية في فيينا منذ انتقاله إليها قبل عامين، قائلاً إنه يقدّر حضور الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والمسرح في الحياة اليومية، لكنه يجد صعوبة في التأقلم مع حرارة الصيف في العاصمة النمساوية.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى