مدينة فيينا تُعلن وقف دعمها لدورات اللغة الألمانية للاجئين اعتباراً من 2026 لتوفير 1,9 مليون يورو
أعلنت مدينة فيينا أنها لن تقدم بعد الآن دورات اللغة الألمانية الإضافية للاجئين، على أن يبدأ هذا القرار بالتنفيذ اعتباراً من عام 2026. وتأتي هذه الخطوة في إطار ضغوط الميزانية، حيث أكد مستشار الشؤون الاجتماعية فيينا، بيتر هاكر (Peter Hacker)، أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الفيدرالية والمؤسسة المختصة بذلك، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
فيينا تتراجع وتطالب الحكومة الفيدرالية بتحمل المسؤولية
صرح مستشار الشؤون الاجتماعية في فيينا، بيتر هاكر (Peter Hacker) (عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPÖ)، لصحيفة “ستاندارد” (STANDARD) بأن المدينة لن تقدم أي دورات إضافية للغة الألمانية للاجئين بدءاً من عام 2026. وبدلاً من ذلك، طالب هاكر بأن يقدم الصندوق النمساوي للاندماج (Österreichischer Integrationsfonds – ÖIF)، وهو مؤسسة تابعة للحكومة الفيدرالية والمسؤولة قانونياً عن هذه الخدمة، عدداً كافياً من مقاعد الدورات في فيينا.
تأتي هذه الخطوة على خلفية نزاع متكرر بين هاكر ووزيرة الاندماج الفيدرالية، كلوديا بلاكولم (Claudia Plakolm) (عن حزب الشعب – ÖVP)، حيث كان هاكر قد انتقد الصندوق الفيدرالي (ÖIF) في الصيف الماضي لعدم توفير عدد كافٍ من مقاعد الدورات في العاصمة.
ويتمثل منطق هاكر في أن مدينة فيينا اضطرت إلى التدخل لتعويض الحكومة الفيدرالية -المسؤولة قانوناً عن ذلك- بتوفير دورات إضافية. ففي عام 2024 وحده، موّل الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) حوالي 1700 مقعد في دورات اللغة الألمانية للاجئين، ومن المتوقع أن يكون العدد نفسه هذا العام ضمن مبادرة “الاندماج من اليوم الأول” (“Integration ab Tag eins”).
توفير 1.9 مليون يورو سنوياً
لكن ضغط الميزانية الناتج عن العجز المالي الكبير في فيينا أدخل بُعداً جديداً على هذا النقاش. حيث أعلن هاكر خلال حديثه لصحيفة “derstandard“ أن المدينة لن تمول بعد الآن أي دورات للاجئين اعتباراً من العام المقبل. وقال: “لن يقدم الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) أي دورات لغة ألمانية على الإطلاق”، مشيراً إلى أن الدورات الجارية ستستمر حتى النهاية، ولكن لن يتم الإعلان عن أي مناقصات جديدة من قبل الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) اعتباراً من عام 2026.
وفيما يتعلق بالتأثير المالي، كشف هاكر في أيلول (سبتمبر) الماضي عن الأرقام التي أُنفقَت على هذه الدورات؛ إذ أنفق الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) حوالي 20 مليون يورو بين عامي 2017 و 2024. وفي العام الماضي وحده، بلغت التكلفة حوالي 1.9 مليون يورو لتمويل المقاعد البالغ عددها 1700. وأكدت متحدثة باسم الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) أن “الوفورات السنوية ستكون بنفس هذا المستوى تقريباً”.
وطالب مستشار الشؤون الاجتماعية صندوق الاندماج الفيدرالي (ÖIF) “بالوفاء بواجبه أخيراً” وتقديم ما يكفي من مقاعد الدورات في فيينا، خاصة بعد أن حصل الصندوق على تمويل إضافي لهذا الغرض. وذكر هاكر أن هناك حاجة تفوق بكثير العرض المقدم من الصندوق الفيدرالي، مشيراً إلى أن 4000 شخص في فيينا تلقوا مؤخراً رسائل من الصندوق تفيد بعدم إمكانية تلبية طلبهم للحصول على دورة لغة ألمانية.
صندوق الاندماج الفيدرالي يرفض الانتقادات
في المقابل، رفض المتحدث باسم الصندوق النمساوي للاندماج (ÖIF) انتقادات هاكر بالكامل، مؤكداً أنه “لا توجد حالة واحدة لشخص يحق له الحصول على دورة ولم يحصل على مقعد في غضون فترة قصيرة”.
وأوضح المتحدث أن الأشخاص الذين تم إبلاغهم بعدم توفر مقاعد يكونون قد استنفدوا بالفعل حقوقهم في الحصول على دورات مدعومة على مستوى لغوي معين، وذلك بسبب الانقطاع غير المبرر أو الفصل لأسباب تأديبية، أو عدم الاستفادة من المقاعد المخصصة لهم. وقد تم توجيه هؤلاء الأفراد إلى دورات اللغة الألمانية المجانية المتاحة عبر الإنترنت على بوابة اللغة الخاصة بالصندوق الفيدرالي (ÖIF-Sprachportal)، مع الوعد بإعادة تقديم مقاعد لهم عند الانتقال إلى المستوى اللغوي التالي.
ومع ذلك، أقر الصندوق بوجود “اختلاف في وجهات النظر” بين المدينة والصندوق الفيدرالي حول من يحق له الحصول على الدورات؛ حيث أشار الصندوق إلى أن الأشخاص الذين يتركون الدورة للعمل أو المرض يجب عليهم تقديم إثبات ضروري “لتكرار الدورة عند الحاجة”. وإذا لم يقدم الشخص الإثبات، فإنه يفقد حقه في الحصول على مقعد.
يشار إلى أن مدينة فيينا وفرت في السنوات الأخيرة أيضاً العديد من المقاعد لطالبي اللجوء تحت نظام الرعاية الأساسية لتسريع اندماجهم، وهو ما لم يفعله الصندوق الفيدرالي (ÖIF) الذي يستند إلى قانون الاندماج الذي ينص على تقديم الدورات فقط للأشخاص الحاصلين على حق اللجوء أو الحماية الفرعية، وكذلك للنازحين الأوكرانيين.
وفيما يتعلق بالخطوات القانونية التي كان هاكر قد أعلن عن دراستها ضد الصندوق الفيدرالي في آب (أغسطس) الماضي، أفاد الصندوق الاجتماعي لفيينا (FSW) في رده على استفسار حديث من صحيفة “ستاندارد” بأن “الخطوات القانونية المحتملة ما زالت قيد الدراسة”. مؤكداً أن “الحقيقة هي أن الصندوق الاجتماعي لفيينا لن يستمر في التعويض عن الصندوق النمساوي للاندماج (ÖIF) المسؤول الفعلي عن هذه المهمة”.
من جانبه، ذكر متحدث باسم الصندوق الفيدرالي (ÖIF) أن الصندوق يوفر هذا العام ما مجموعه 31 ألف مقعد لدورات اللغة الألمانية في فيينا، وهو ما يمثل أكثر من نصف مقاعد الدورات الممولة في النمسا بأكملها (حيث يبلغ العدد حوالي 60 ألف مقعد على مستوى البلاد). وأشار المتحدث إلى أنه في حال وجود طلب أكبر، فسيتم زيادة عدد المقاعد، متوقعاً في الوقت ذاته أن تنخفض الحاجة إليها في عام 2026.



