مدينة هتلر الأم في النمسا العليا تُسقِط أسماء نازية من لافتاتها في خطوة نحو المصالحة
فيينا – INFOGRAT:
غيّرت مدينة براوناو آم إن، مسقط رأس أدولف هتلر، اسمي شارعين مرتبطين برموز نازية، بعد مرور 80 عامًا على وفاته، وذلك استجابة لضغوط مدنية متزايدة تهدف إلى مواجهة الإرث التاريخي للنازية في النمسا.
أقرت السلطات المحلية في مدينة Braunau am Inn، الواقعة شمالي النمسا، قرارًا يقضي بتغيير تسميتي شارعَي يوزف رايتر (Josef Reiter) وفرانتس ريسل (Franz Riebl)، وهما من أبرز الشخصيات المرتبطة بالنظام النازي. وقد تم التصويت على القرار بشكل سري داخل المجلس البلدي، وأسفر عن موافقة 28 عضواً مقابل رفض 9 أعضاء، بحسب ما أعلنت مارتينا شيفر، عضوة المجلس عن “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” المعارض.
وقد أثار القرار انتقادات من حزب الحرية (FPÖ) اليميني المتشدد، الذي تعود جذوره السياسية إلى شخصيات نازية سابقة، ويُعد حاليًا أكبر قوة معارضة في البرلمان النمساوي، حيث عبّر ممثلوه عن رفضهم لهذه الخطوة.
شخصيتان نازيتان وراء التسميتين
وفي توضيحه لخلفية الشخصيتين، قال روبرت آيتر، عضو مجلس إدارة لجنة ماوتهاوزن المعنية بالحفاظ على الذاكرة التاريخية لضحايا النازية، إن يوزف رايتر (1862–1939) كان شخصية مقرّبة من أدولف هتلر، وقد تم بالفعل سحب لقب “مواطن شرف” منه في مدينة براوناو بتاريخ 19 مارس/آذار 2025، بناءً على طلب رسمي من اللجنة.
أما فرانتس ريسل، فكان مسؤولًا بارزًا عن الدعاية القومية الألمانية خلال الحقبة النازية، وكانت مدينة لينتس (Linz) قد سبقت إلى تغيير اسم شارع يحمل اسمه عام 2023، في خطوة مماثلة نحو محو رموز النظام النازي من الفضاء العام.
مصير منزل هتلر
ويُذكر أن الحكومة النمساوية كانت قد اشترت عام 2016 المنزل الذي وُلد فيه أدولف هتلر، بعد نزاع قانوني ومجتمعي طويل بشأن مصيره، وتعمل حاليًا على تحويله إلى مركز شرطة، على أن يُفتتح رسميًا في عام 2026.
وفي هذا السياق، أكّد آيتر أن لجنة ماوتهاوزن ترى أن استخدام هذا الموقع الرمزي في خدمة الدولة “أجدى من تركه رهينة للذاكرة النازية”، مشددًا على أهمية استثماره لإحياء ذكرى الضحايا وتعزيز الوعي التاريخي في مواجهة التطرّف.



