مغامرون يكتشفون ممرات جديدة في كهف Trockenes Loch بالنمسا السفلى

تمكن خمسة باحثين هواة من الوصول إلى أماكن لم يسبق لإنسان أن وطأها داخل كهف “Trockenes Loch” الواقع في Schwarzenbach an der Pielach، في سانت بولتن (النمسا السفلى). وخلال هذه الرحلة الاستكشافية التي امتدت على مدى أربعة أيام في ديسمبر، نجح الفريق في قياس حوالي 250 مترًا من الممرات والغرف الجديدة، التي ظلت خفية عن أعين البشر حتى الآن.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، احتاجت هذه المغامرة إلى تخطيط دقيق وإعدادات استثنائية نظرًا للمخاطر والصعوبات التي واجهت الفريق. قبل الانطلاق، قام الباحثون بتصميم خطة غذائية محكمة تعتمد على وجبات جاهزة عالية السعرات الحرارية، وخلال الرحلة، حمل كل فرد حوالي 30 كغ من المعدات الضرورية، بما في ذلك أنابيب خاصة صنعت من مواد مستخدمة في الإنشاءات، لضمان بقاء المعدات الجافة أثناء عبور المناطق المائية داخل الكهف.

الوصول إلى منطقة المعسكر المؤقت، المعروف باسم “بيفاك”، استغرق حوالي 11 ساعة من الجهد الشاق، حيث اضطر الفريق للزحف عبر ممرات ضيقة والغطس في أحواض مائية للوصول إلى الموقع. في هذه المنطقة غير المستوية، قام الباحثون بتثبيت أراجيح للنوم، ما أتاح لهم مواصلة الاستكشاف في اليومين التاليين.

اكتشافات علمية وتشكيلات طبيعية مذهلة

تركزت أعمال الفريق في استكمال استكشاف منطقة ضخمة داخل الكهف، كانت نهايتهم السابقة في عام 2023، حيث تقع قاعة كبيرة تتوسطها شلال. للوصول إلى أعماق جديدة، استخدم الباحثون تقنيات الحفر والتسلق باستخدام الحبال، مما مكنهم من فتح ممرات جديدة واستكشاف مزيد من التفاصيل.

خلال هذه الرحلة، رصد الباحثون تشكيلات طبيعية مبهرة، تضمنت العديد من الهوابط والصواعد وأحواض التكلس، بالإضافة إلى مساحات واسعة من الممرات الجديدة. حتى الآن، تم استكشاف ستة كيلومترات من الكهف، مع وجود خطط مستقبلية لمواصلة الرحلات الاستكشافية فيه.

مخاطر وصعوبات

لم تكن هذه المغامرة خالية من المخاطر، فقد واجه الفريق تحديات صحية ولوجستية، منها إصابة أحد الأعضاء بالتهاب الشعب الهوائية نتيجة البرودة والرطوبة الشديدة، في حين تعرض زميل آخر لإصابة في الركبة أثناء التسلق. وبالرغم من هذه التحديات، أظهر الباحثون تصميمًا كبيرًا على مواجهة الصعوبات والاستمرار في استكشاف الكهف، مدفوعين بشعور يشبه اكتشاف الأراضي الجديدة.

خطط مستقبلية

وصف أحد أعضاء الفريق، بنيامين بريترهوفر، تجربة استكشاف الكهف بأنها أشبه بالشعور الذي قد يكون راود كريستوفر كولومبوس عند اكتشافه لعالم جديد، مؤكدًا أن المخاطر تستحق المغامرة. ومع انتهاء هذه الرحلة، بدأ الفريق بالفعل في التخطيط لرحلة استكشافية جديدة إلى “Trockenes Loch”، على أمل تحقيق المزيد من الاكتشافات العلمية والجيولوجية في هذا العالم الخفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى