مقال: بشار الأسد يسأل هتلر وستالين.. هل نُفذّت المهمة؟

من هتلر إلى حسن نصر الله مرورًا بستالين، كان التاريخ شاهدًا على ظهور دكتاتوريين طبعوا عصورهم بالقسوة والدمار والإرهاب. هؤلاء الطغاة الذين حكموا شعوبهم بقبضة من حديد وارتكبوا أفظع الجرائم ضد الإنسانية. اليوم، في القرن الواحد والعشرين، نرى شخصيات جديدة تتسرب إلى هذا السياق الظلامي: بشار الأسد، وآية الله خامنئي، وفلاديمير بوتين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيظل الأسد وآخرون مثله آخر الطغاة في سلسلة الحكام الذين حكموا بالإرهاب؟ أم أن هذا المشهد الدموي قد يعاد مرة أخرى في عالمنا اليوم؟

وسيم محمد مطاوع
سوري مقيم في فيينا

الأسد: استمرار لخط الطغاة عبر التاريخ وهروبه إلى الحليف الأكبر

إذا نظرنا إلى سجل الأسد في الحكم، نجده لا يختلف كثيرًا عن أسلافه في القسوة والدموية. منذ بداية الثورة السورية في 2011، أصبح الأسد رمزًا لقوة البطش والقمع، متبعًا أساليب وحشية تشبه تلك التي استخدمها هتلر وستالين في فترة حكمهم. هتلر ارتكب إبادة جماعية بحق ملايين اليهود، متذرعًا بتطهير الأمة الألمانية. ستالين قتل الملايين في معسكرات العمل القسري وعمليات التطهير السياسي التي لم تستثنِ حتى المقربين منه. الأسد بدوره، لم يرحم شعبه؛ قتل الآلاف تحت التعذيب في السجون، قصف المدن السورية بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، وشرد الملايين من منازلهم.

لكن الأكثر خطورة هو استخدام الآلة الإعلامية السورية لتصوير الثوار كـ”إرهابيين”، وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه هتلر لتشويه صورة اليهود ومعارضيه، وستالين لتبرير تصفية معارضيه والسياسيين. وعندما اقترب الثوار من دمشق، لجأ الأسد إلى روسيا. هذا الهروب ليس مجرد تحالف سياسي، بل هو لجوء دكتاتور إلى دكتاتور، إلى حيث يجد الحماية تحت جناح فلاديمير بوتين.

بوتين: مجرم حرب في سوريا وأوكرانيا

بوتين لم يكن مجرد داعم للأسد؛ بل كان شريكًا أساسيًا في كل الجرائم التي ارتكبت في سوريا. الطائرات الروسية قصفت المستشفيات، المدارس، والأسواق، متجاهلة تمامًا أرواح المدنيين الأبرياء.

وعندما اندلعت الحرب في أوكرانيا في 2022، رأى العالم نسخة جديدة من بوتين، لكن بأساليب قديمة. القصف العشوائي، تدمير البنية التحتية، وقتل المدنيين. في مشاهد تكاد تكون مطابقة لما فعله الأسد في حلب والغوطة، نفذ بوتين مجازر مروعة في ماريوبول وبوتشا. إنهما وجهان لعملة واحدة؛ كلاهما لا يريان فرقًا بين طفل يحمل لعبته و”إرهابي” مزعوم، فالكل هدف مشروع تحت القصف الروسي والسوري.

حزب الله: رمز الإرهاب والطغيان كأشباه هتلر وستالين

حسن نصر الله، قبل وبعد موته ومن خلفه في حزب الله، لم يعد مجرد قائد ميليشيا محلية، بل أصبح شريكًا أساسيًا في آلة القتل التي يقودها الأسد. أرسل الآلاف من مقاتليه إلى سوريا لدعم النظام. لعب دورًا رئيسيًا في حصار وتجويع مدن كاملة مثل الزبداني ومضايا. عمل على تعزيز الانقسام الطائفي وخلق أجواء من الكراهية والعنف في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

نصر الله لم يعد زعيمًا سياسيًا، بل أصبح رمزًا للإرهاب والدمار، يقف في صفوف هتلر وستالين، كأحد أكثر القادة دموية في التاريخ الحديث.

خامنئي: المرشد الأعلى للإرهاب

على رأس هرم الإرهاب في المنطقة يقف آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران. يدير شبكة من الميليشيات المسلحة في العراق، سوريا، ولبنان واليمن، ويمول عمليات إرهابية عابرة للحدود. يدعم الأسد بكل الوسائل: السلاح، المال، والمقاتلين.

خامنئي لا يختلف عن أي زعيم إرهابي؛ بل إن تأثيره أوسع وأعمق، لأنه يتخفى خلف عباءة الدين بينما تُزهق الأرواح بأوامر منه.

الأسد وبوتين: تحالف القتل والصمت الدولي

اليوم، الأسد لم يعد مجرد ديكتاتور محلي، بل أصبح جزءًا من تحالف دولي يقوده بوتين وخامنئي. هذا التحالف لا يعرف سوى لغة القتل والدمار. لكن السؤال الأهم: لماذا يصمت العالم؟ هل هو خوف من القوة العسكرية الروسية؟ أم تواطؤ من قوى كبرى تخشى على مصالحها الاقتصادية؟ ما يحدث اليوم من تجاهل دولي ليس مجرد عجز، بل هو تواطؤ صريح.

هل الأسد آخر الطغاة؟

الأسد ليس حالة استثنائية، بل هو امتداد لهتلر وستالين وحسن نصر الله، وهو نموذج حديث للديكتاتور الذي يقتل شعبه تحت ذرائع واهية. هتلر أباد ملايين اليهود. ستالين قتل ملايين المعارضين. بوتين دمر مدنًا بأكملها في سوريا وأوكرانيا. الأسد قصف شعبه بالكيماوي والبراميل المتفجرة. نصر الله وخامنئي أشعلا حروبًا طائفية في المنطقة.

في النهاية: إلى أين يسير العالم؟

العالم اليوم على مفترق طرق. إذا لم تتم محاسبة هؤلاء الطغاة، فسوف يتكرر المشهد الدموي في مكان آخر. التاريخ يعلمنا أن الصمت الدولي هو الجريمة الأكبر؛ لأنه يمنح الطغاة الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم.

لكن يبقى السؤال الذي سيُكتب يومًا ما في صفحات التاريخ: هل نفذ الأسد المهمة؟ أم أنه مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الطغيان والدمار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى