مكافحة الفساد في النمسا تغلق التحقيق ضد شرطيين بتهمة إساءة استخدام السلطة في قضية وفاة “محقق”

أغلقت النيابة العامة المعنية بمكافحة الفساد والجرائم الاقتصادية في النمسا (WKStA) التحقيقات المتعلقة بشبهة إساءة استخدام السلطة من قبل شرطيين اثنين في سياق العثور على جثة كريستيان بيلناشيك (Christian Pilnacek)، الرئيس السابق لقسم في وزارة العدل، وذلك بعد أن لم يتم التوصل إلى وجود مخالفات جنائية في تصرفات المعنيين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاء ذلك وفق ما أعلنته النيابة اليوم، مؤكدة أن الهيئة العليا للإشراف الفني – وهي السلطة المختصة بمراقبة النيابات العامة – توصلت إلى النتيجة ذاتها. وكانت الشبهات تدور حول شرطيين تم ذكر اسميهما، للاشتباه في ارتكابهما ما قد يُعد تجاوزًا للسلطة خلال تعاملهم مع الحادثة.

تحقيقات واسعة النطاق

تركزت التحقيقات على ما إذا كان قد حدث أي تجاوز جنائي أثناء قيام الشرطيين بالإجراءات المرتبطة بالعثور على جثة بيلناشيك، وخاصة فيما يتعلق بتسليم مقتنياته إلى أرملته. وبعد تحقيقات موسعة، قررت النيابة العامة الاقتصادية ومكافحة الفساد إنهاء الملف، وأرسلت تقريرًا رسميًا إلى الهيئة الإشرافية المختصة بذلك.

وصرّح متحدث باسم WKStA لوكالة الأنباء النمساوية APA بأن الهيئة العليا توصلت إلى النتيجة نفسها، رغم أنها استندت إلى “تقييم مختلف للوقائع، ما أدى إلى تبرير قانوني مغاير”. وأضاف أن النيابة، بصفتها جهة خاضعة لتعليمات، “ملزمة بطبيعة الحال باتباع التقييم القانوني الذي أوردته الهيئة العليا في توجيهاتها”.

كما أوضحت النيابة العامة العليا (OStA) لصحيفة “Kurier” أنها لا تستطيع الإدلاء بتفاصيل إضافية حول القضية، لكنها أكدت وجود “إجماع تام” بين جميع الجهات المعنية – من WKStA إلى OStA ووزارة العدل ومجلس التعليمات – بشأن قرار إنهاء التحقيق.

انطلاقة التحقيق: بلاغ من رئيس لجنة تحقيق

وكانت شرارة فتح القضية قد بدأت بتقديم بلاغ من مارتن كرويتنر (Martin Kreutner)، رئيس لجنة التحقيق التي أنشأتها وزيرة العدل السابقة ألما زاديتش (Alma Zadic) من حزب الخضر (Grüne). وقد كانت اللجنة مكلفة بالنظر في مدى وجود تدخلات سياسية خلال فترة تولي بيلناشيك منصب رئيس قسم في وزارة العدل.

وتم العثور على جثة كريستيان بيلناشيك في 20 أكتوبر 2023 بالقرب من مدينة Krems. وتولت إدارة التحقيق الجنائي في ولاية النمسا السفلى (Landeskriminalamt Niederösterreich) مسؤولية التحريات.

من جانبها، استبعدت نيابة Krems وجود شبهة جنائية في الوفاة، استنادًا إلى تقرير خبرة فنية، إلا أن السياسي السابق وعضو البرلمان السابق بيتر بيلتس (Peter Pilz) أعرب عن شكوكه في ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى