منظمات الإغاثة في النمسا تحذر من تقليص المساعدات الاجتماعية بسبب الضغوط المالية
فيينا – INFOGRAT:
حذّرت منظمات الإغاثة من أن التخفيضات في الميزانية قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الرعاية الصحية والفقر، في ظل الحاجة المتزايدة إلى إجراءات تقشفية، وأكدت أن الاستثمارات الذكية، لا سيما في قطاع الرعاية، يمكن أن تؤدي إلى توفير التكاليف على المدى المتوسط والطويل.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن منظمات Caritas، Diakonie، Hilfswerk، Rotes Kreuz وVolkshilfe اليوم الاثنين، حيث شددت هذه الهيئات على أهمية الاستثمار في القطاع الاجتماعي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، مشيرة إلى أن هذا القطاع يمثل “محركاً مهماً للتوظيف والنمو الاقتصادي”.
تحذير من تفاقم المشكلات بسبب التخفيضات
حذرت المنظمات الخمس، التي تشكل الهيئة الفيدرالية للرعاية الاجتماعية الحرة (BAG)، بشدة من أن “التخفيضات المالية ستؤدي إلى تفاقم الأخطاء الهيكلية في النظام”، وبدلاً من ذلك، دعت إلى استثمارات عاجلة في الرعاية الصحية، التحول الرقمي، الوقاية، ومكافحة فقر الأطفال.
استثمار الأموال بذكاء
قالت ماريا كاثرينا موزر، مديرة Diakonie والرئيسة الحالية للـBAG: “عندما ننظر إلى مجالات الرعاية الصحية وسوق العمل ومكافحة الفقر، نجد أن الاستثمار الذكي للأموال يوفر النفقات” وأوضحت أن كل يورو يُستثمر في الرعاية طويلة الأمد ينتج عنه قيمة مضافة قدرها 1.70 يورو، محذرة من أن التخفيضات في هذا المجال ستؤدي إلى زيادة التكاليف في النظام الصحي لاحقاً.
دعوة لتنفيذ إصلاحات في قطاع الرعاية
من جانبها، دعت أنا بار، الأمينة العامة لمنظمة Caritas، الحكومة الائتلافية الثلاثية إلى تنفيذ التدابير المقررة في البرنامج الحكومي، مثل توسيع نطاق الرعاية المنزلية والرعاية الانتقالية والقصيرة الأمد، مؤكدة أن هذه الإصلاحات يمكن أن تحقق وفورات كبيرة في الميزانية.
الحاجة إلى صندوق للتحول الرقمي في الرعاية
طالبت إليزابيث أنسلم، المديرة التنفيذية لمنظمة Hilfswerk، بإنشاء “صندوق رقمنة” لخدمات الرعاية، قائلة: “من غير المفهوم عدم وجود مثل هذا الصندوق حتى الآن، رغم أهميته والتحديات التي يواجهها القطاع، حتى في ظل البرنامج الحكومي الحالي”.
التركيز على الوقاية لتقليل التكاليف
أشار جيري فويتيك، قائد الإنقاذ الوطني في الصليب الأحمر، إلى أن التركيز على الوقاية، كما ورد في البرنامج الحكومي، يمكن أن يحقق وفورات كبيرة. وأضاف أن الوقاية لا يجب أن تقتصر على الأصحاء فقط، بل يجب أن تشمل الرعاية الصحية أيضاً، من خلال برامج لتعزيز الاستقلالية، وتدريبات على الذاكرة، وتوفير الوسائل المساعدة.
تحذير من العواقب السلبية لتقليص المساعدات الاجتماعية
حذر إريش فينينغر، مدير منظمة Volkshilfe، من أن تقليص المساعدات الاجتماعية ستكون له عواقب سلبية خطيرة وتكاليف مرتفعة، وأشار إلى أن فقر الأطفال يكلف النمسا 17 مليار يورو سنوياً، داعياً إلى الاستثمار في مستقبل الأطفال لضمان التنمية المستدامة.



