منظمة مساعدة مرضى الايدز في فيينا تطالب باستراتيجية وطنية بعد ارتفاع حاد في الأمراض المنقولة جنسياً
تشهد مدينة فيينا ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت حالات الإصابة بمرض Tripper (السيلان) بنسبة 78 في المئة خلال العقد الماضي. وبحسب بيانات صحية رسمية صادرة أمس الأربعاء، سُجل في عام 2024 ما مجموعه 1.710 إصابات جديدة بالسيلان و485 إصابة جديدة بمرض Syphilis (الزهري). وتأتي هذه الأرقام بمناسبة اليوم العالمي للصحة الجنسية، حيث طالبت منظمة Aids Hilfe Wien السلطات بخطوات حاسمة لمعالجة هذا التزايد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تزايد مطّرد منذ 2014
تشير الإحصاءات إلى أن أعداد الإصابات بدأت بالارتفاع منذ عام 2014، باستثناء فترة جائحة كورونا (2020 و2021). وبالمقارنة مع قبل عشر سنوات، ارتفعت الإصابات الكلية تقريباً بمعدل الثلثين. كما يشهد عدد الإصابات الجديدة بفيروس HIV الإيدز ارتفاعاً مستمراً، إذ سُجلت 214 حالة جديدة في عام 2024، مقارنة بـ183 حالة في العام السابق، وفقاً لبيانات Zentrum für Virologie في جامعة الطب بفيينا (MedUni Wien). وأكثر من ثلاثة أرباع المصابين الجدد تراوحت أعمارهم بين 20 و50 عاماً.
خلفيات اليوم العالمي للصحة الجنسية
يُصادف الرابع من سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للصحة الجنسية، وهو مناسبة أطلقتها منظمة World Association for Sexual Health سنة 2010 لزيادة الوعي عالمياً بأهمية الصحة الجنسية والوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً.
أسباب الارتفاع
الدراسة الأخيرة الصادرة عن ECDC (الوكالة الأوروبية للصحة) أوضحت أن هذه الظاهرة لا تقتصر على النمسا وحدها، بل تشمل عموم أوروبا. ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، منها زيادة أعداد الفحوصات الطبية التي تكشف المزيد من الإصابات، إلى جانب تغير أنماط السلوك الجنسي. ويرى باحثون من MedUni Wien أن ممارسة العلاقات الجنسية غير المحمية مع شركاء متعددين تُضاعف خطر العدوى.
انتقادات من Aids Hilfe Wien
رغم هذا الارتفاع، انتقدت Aids Hilfe Wien غياب المعرفة الكافية والحساسية المجتمعية، وكذلك قصور البنية الصحية. وطالبت الجمعية باستراتيجية وطنية شاملة تضمن دعماً مستداماً وخدمات ميسّرة للفحص والاستشارة والعلاج.
وأشارت دراسة حديثة لـ AIDS-Hilfen Österreich إلى أن الأمراض المنقولة جنسياً ما زالت تُعتبر موضوعاً محرماً لدى كثيرين. فقد أقر ربع المشاركين بأنهم لم يناقشوا مسألة حياتهم الجنسية مطلقاً مع طبيبهم. كما أظهرت النتائج أن الخجل والخوف يدفعان العديد من المصابين إلى الصمت، بينما لا يثير الأطباء الموضوع إلا في 20 في المئة فقط من الحالات، وفق شهادات المرضى.



