من حب إلى اختطاف.. طبيب مصري تعرف على نمساوية خلال “الربيع العربي” يهرب أبنائه إلى مصر بعد فرضه الصلاة و”عبوديته”

فييناINFOGRAT:

تُحتجز الطفلة Lily (8 أعوام) والطفل Noah (6 أعوام) في مصر من قبل والدهما منذ عدة أشهر، مما دفع والدتهما، المقيمة في فيينا، إلى إطلاق نداءات يائسة للكشف عن مصيرهما، وسط عجز قانوني من قبل القضاء النمساوي، ، بحسب صحيفة krone النمساوية.

منذ العطلة الصيفية، انقطعت أخبار Lily (8 أعوام) و Noah (6 أعوام) تماماً. ولا تزال ألعابهما في المنزل كما تركاها قبل سفرهما إلى مصر. كان من المقرر أن يقضيا ثلاثة أسابيع هناك برفقة والدهما وعائلته، لكنهما لم يعودا إلى النمسا أبداً.

ومنذ ذلك الحين، فُقد أثر الطفلين بالكامل. وأعربت والدتهما، الصحفية Liza Ulitzka، عن يأسها الشديد، إذ لا تعلم مكان احتجاز طليقها للطفلين، ولا تعرف شيئاً عن أحوالهما، وتصف الأمر الآن بـ “الاختطاف”.

تعرفت السيدة المقيمة في فيينا على زوجها الذي كان طبيب أسنان مستقبلي في عام 2011 خلال احتجاجات الربيع العربي في مصر، ونشأت بينهما قصة حب. وعقب الزواج، انتقل الزوج إلى النمسا، حيث أسس عيادته الخاصة وأنجبا طفلين. لكن السعادة الأسرية تحطمت في عام 2023.

وتروي Ulitzka أن الأب “انزلق بعمق في التعصب الديني”، وتراوحت تجاوزاته بين فرض متطلبات دينية على الصلاة، ومنع ابنته من ارتداء السراويل القصيرة، وصولاً إلى التخطيط لحرق الإنجيل في الحديقة. وتقول الأم إن عبارة واحدة لا تزال عالقة في ذهنها من طليقها: “عليك أن تطيعي الرب، وأنا ربك على هذه الأرض”.

بعد خلاف عنيف، اضطرت الشرطة للتدخل، وتم إبعاد الزوج المصري عن المنزل، ليغادر بعد ذلك البلاد. وفي نهاية عام 2024، بدأت الأم النمساوية إجراءات الطلاق. وفي الربيع، حددت المحكمة ترتيبات قضاء العطلة للأطفال: ثلاثة أسابيع في مصر مع والدهما وعائلته.

“قال لي: ‘أنتِ خسرتِ كل شيء'”

على الرغم من تحفظاتها وقلقها، وافقت Ulitzka مراعاةً لمشاعر الأطفال. وقالت لصحيفة “Kronen Zeitung”: “لم أكن أريد حرباً.” وتدرك الآن أن موافقتها كانت خطأ. فمنذ 19 يوليو/تموز، لم يصلها أي خبر عن Lily و Noah. وكان آخر خبر وصلها من طليقها صادماً لدرجة لا توصف: “قال لي: ‘أنتِ خسرتِ كل شيء.’ في تلك اللحظة، أدركت أنه لن يعيدهما أبدًا. هذا الشعور أسوأ من الموت.”

سافرت الأم المقيمة في فيينا بنفسها إلى مصر عدة مرات بحثًا عن طفليها، لكن دون جدوى. وأفادت: “لم أواجه سوى جدار من الصمت.” وفي هذه الأثناء، أصبح الطلاق نهائيًا، ومُنحت الأم حق الحضانة المنفردة للطفلين.

العدالة “ليست مختصة”

على الرغم من هذا الحكم القانوني وتقديم بلاغ رسمي بـ “اختطاف الأطفال”، فإن العدالة النمساوية تبدو عاجزة. فقد جاء الرد القاتم من مكتب المدعي العام في فيينا في 1 ديسمبر/كانون الأول: “إغلاق التحقيقات.” وكان السبب هو أن الجهات النمساوية “ليست مختصة”.

السبب وراء القرار كان صادماً: ذكرت النيابة أن الطفلين كانا “موجودين بالفعل في مصر وقت سحب حق الحضانة”. ونقلت صحيفة “Krone” عن الرسالة أن “إخفاء طفلين من قبل مواطن مصري في مصر لا يقع ضمن الاختصاص النمساوي”.وأعربت Ulitzka عن صدمتها وقالت: “يبدو أن الدولة لا تهتم بطفلين نمساويين في مصر.” وتصر الأم على مواصلة القتال من أجل Lily و Noah، لكن التوقعات تبدو قاتمة. وأكدت: “السلطات المصرية هي أملي الأخير في رؤية أطفالي مرة أخرى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى