من فيينا الى دمشق.. الفنانين السوريين بين الحقيقة والتمثيل!
فيينا – INFOGRAT – وسيم محمد مطاوع:
إلى الفنانين السوريين، أنتم كنتم دائماً في طليعة المشهد، تنقلون صورة الوطن بألوان الفرح والألم، وتجسدون آمال الناس وطموحاتهم على خشبة المسرح وشاشات التلفاز. لكننا لا نستطيع أن نتجاهل مواقفكم السابقة، حين كنتم تمثلون الحب والولاء لبشار الأسد ونظامه، في وقت كان فيه الشعب ينادي بأعلى صوته مطالباً بحريته وكرامته، ويُقمع بأبشع الطرق.

سوري مقيم في فيينا
لقد رأيناكم حينها تتغنون بالوطنية وترددون شعارات تمجد النظام، وكأنكم كنتم منفصلين عن الواقع الذي يعيشه الناس.
اليوم، ونحن نعيش في زمن انكشفت فيه الحقائق، نتساءل بصدق: هل أنتم تمثلون علينا كما كنتم تمثلون عليه؟ هل أصبحت الوطنية والتعبير عن هموم الناس مجرد أدوار تتقنون لعبها على خشبة الواقع، كما تتقنون أدواركم على خشبة المسرح؟ هل مواقفكم اليوم نابعة من قلوبكم فعلاً، أم أنها استمرار لنهج التمثيل الذي أصبح أسلوب حياة لديكم؟
الشعب السوري يستحق منكم أكثر من مجرد كلمات منمقة وأعمال درامية تتحدث عن معاناته، يستحق أن يرى مواقف حقيقية، نابعة من قلوب صادقة تعبر عن آلامه وطموحاته. فإن كنتم حقاً مع هذا الشعب، فلتكن مواقفكم واضحة وصريحة، بعيدة عن المجاملات والنفاق الذي اعتدناه لعقود طويلة. وإن كنتم غير ذلك، فالصمت أبلغ وأشرف من أن تستمروا في تمثيل أدوار جديدة على حساب وجعنا وآلامنا.
نحن كشعب نحتاج اليوم إلى وضوح وصراحة من الجميع، وخصوصاً منكم أنتم الذين كنتم دائماً واجهة الوطن وصوته في الداخل والخارج. فأين أنتم اليوم من هذا الوطن الذي ما زال ينزف، ومن هذا الشعب الذي يبحث عن حريته في كل زاوية من هذا العالم؟



