من 577 إلى 1.324 وظيفة: دعم غير مسبوق لتعليم الألمانية في مدارس النمسا وإنهاء التمييز للتلاميذ

أعلنت الحكومة النمساوية عن إلغاء السقف المحدد سابقاً لدعم تعليم اللغة الألمانية في المدارس، وقررت زيادة عدد الوظائف المخصصة لهذا الغرض، بما يتماشى مع الحاجة الفعلية، حيث كشف وزير التعليم Christoph Wiederkehr (كريستوف فيدركير، حزب NEOS) في مؤتمر صحافي اليوم أن تمويل برامج دعم اللغة الألمانية سيُرفع بشكل كبير ابتداءً من العام الدراسي المقبل.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أوضح الوزير أن عدد الوظائف الرسمية المخصصة لدعم اللغة الألمانية في المدارس سيزداد من 577 وظيفة حالياً إلى 1.324 وظيفة، أي أكثر من الضعف، اعتباراً من العام الدراسي المقبل. وسترتفع الميزانية المخصصة لهذا القطاع من 46 مليون يورو إلى 108 ملايين يورو، أي بزيادة قدرها 62 مليون يورو.

كما أعلن Wiederkehr أن الميزانية لن تكون ثابتة، بل سيتم تعديلها سنوياً بناءً على حجم الحاجة الفعلية في كل عام دراسي، في خطوة تهدف إلى توفير موارد مرنة تتماشى مع الواقع المدرسي.

إنهاء التمييز في التمويل

وأكد Wiederkehr أن هذا الإجراء يُنهي ما وصفه بالتمييز غير العادل الذي كان سائداً في السابق، عندما كان هناك “Deckel” (سقف تمويلي) لا يتيح توفير دعم متساوٍ لجميع الأطفال، قائلاً:
“كنت أعتبر وجود هذا السقف ظلماً، لأنه لا يُقدّر كل طفل بالقيمة ذاتها، ولا يُمكن دعمه بنفس القدر، مما كان يُحمّل المدارس مسؤولية لا تُطاق. هذا ما سيتم إنهاؤه عبر هذا البرنامج الجديد.”

وأشار الوزير إلى أن جميع الولايات الفيدرالية ستستفيد من هذه الزيادة في الموارد، لكن الزيادة الأكبر ستُخصص لتلك التي تضم أعداداً مرتفعة من “außerordentliche Schüler:innen” (تلاميذ استثنائيين)، وهم الذين لا يمتلكون الكفاءة الكافية في اللغة الألمانية لمتابعة الدروس الاعتيادية.

ولفت إلى أن أعداد هؤلاء التلاميذ ارتفعت بشكل ملحوظ في المدارس الإلزامية على مستوى البلاد، لا سيما في المناطق الحضرية الكبرى، مما يتطلب، على حد وصفه، “بدء سباق لتعويض ما فات”.

مواقف متباينة من الجهات السياسية

رغم الترحيب العام بالقرار، وصفت Sigrid Maurer، المتحدثة باسم شؤون التعليم في حزب الخضر (Die Grünen)، الخطة بأنها “Mogelpackung” (خدعة في التغليف)، موضحة أن التمويل المُعلن يتضمّن حُزماً خاصة كانت مخصصة سابقاً للاجئين من أوكرانيا ولم الشمل الأسري، والتي تبلغ قيمتها نحو 60 مليون يورو. واعتبرت أن تقديم هذا المبلغ ضمن التمويل الجديد يوهم بوجود زيادة أكبر مما هي عليه فعلياً.

أما Hermann Brückl، المتحدث باسم التعليم في حزب الحرية (FPÖ)، فانتقد الإجراء بشدة، قائلاً إن الأموال المخصصة ما هي إلا “Tropfen auf den heißen Stein” (قطرة على حجر ساخن)، معتبراً أن المشكلة الحقيقية تكمن في حجم الهجرة. ودعا إلى ما أسماه “Zuwanderungsstopp” (وقف شامل للهجرة).

دعم مشروط من غرفة العمل

من جهتها، رحّبت Ilkim Erdost من “غرفة العمل في فيينا” (Arbeiterkammer Wien) بالخطوة، واعتبرتها تقدماً مهماً في سبيل دعم فعال لتعليم اللغة الألمانية، لكنها شددت على ضرورة توفير الكوادر المطلوبة فعلياً لشغل هذه الوظائف الجديدة، وتمكين المدارس من استخدام هذه الموارد البشرية بمرونة بحسب حاجتها الخاصة في كل موقع تعليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى