من A2 إلى B1.. مدن نمساوية تشترط شهادات لغة للحصول على السكن البلدي
فيينا – INFOGRAT:
دعا نائب عمدة مدينة Klagenfurt، باتريك يونكه (Patrick Jonke) المنتمي إلى “Liste Scheider” والعضو السابق في حزب FPÖ، إلى ربط منح شقق البلدية بمستوى إجادة اللغة الألمانية، في خطوة قال إنها تهدف إلى تعزيز الاندماج وضمان التفاهم داخل المجمعات السكنية.
وبحسب صحيفة Heute النمساوية، ووفقاً لمقترحه، يجب على المتقدمين الأجانب الحصول على شهادة لغة ألمانية من المستوى A2 كشرط للحصول على سكن بلدي. ويُعد هذا المستوى الأدنى الذي يمكّن الفرد من إجراء محادثات بسيطة وفهم عبارات شائعة في الحياة اليومية.
تطبيق قائم في Villach وSalzburg
هذا التوجه ليس جديداً تماماً؛ ففي مدينة Villach، تم تطبيق هذا الشرط بالفعل، بل ويدور الحديث هناك عن رفع مستوى اللغة المطلوب إلى B1، ويسمح هذا المستوى للأفراد بالتحدث حول مواضيع مألوفة وشخصية. ومن المتوقع أن يُتخذ القرار بهذا الشأن في الاجتماع القادم للمجلس البلدي.
أما في مدينة Salzburg، فقد رُبط الحصول على شقة بلدية بمستوى اللغة B1 منذ مدة، ويمنح هذا المؤهل لما يصل إلى عشر نقاط إضافية للبالغين ضمن نظام التنقيط المعتمد لتقييم طلبات السكن، اللافت أن هذا الشرط لا يقتصر فقط على الأجانب، بل يشمل أيضاً المتقدمين النمساويين، بمن فيهم كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و70 عاماً، والذين يُطلب منهم تقديم شهادات الدراسة الابتدائية لإثبات مؤهلاتهم.
نموذج Wels مصدر إلهام
يبدو أن يونكه استلهم فكرته من مدينة Wels، حيث يشترط العمدة المنتمي إلى حزب FPÖ، أندرياس رابِل (Andreas Rabl)، تقديم إثبات بمستوى A2 في اللغة الألمانية للحصول على سكن بلدي.
في المقابل، لا توجد خطط مماثلة للتشديد في مدن كبرى أخرى مثل Graz، والتي لم تُعلن عن نية لتقييد توزيع المساكن على أساس اللغة حتى الآن.
اتجاه معاكس في Innsbruck
في مدينة Innsbruck، وعلى النقيض من مقترحات Klagenfurt، سيدخل حيز التنفيذ بدءاً من 1 يونيو/حزيران نظام جديد لتوزيع المساكن، يهدف إلى تسهيل الوصول إليها. وبموجب النظام الجديد، لم يعد يشترط على المتقدمين امتلاك تصريح إقامة دائم، وهو ما يُعد توجهاً أكثر انفتاحاً مقارنة بالمدن الأخرى.
الجدل مستمر في فيينا
هذا النقاش ليس بجديد على العاصمة النمساوية فيينا، حيث أثيرت القضية منذ خمس سنوات خلال حملة الانتخابات البلدية في عام 2020. حينها، طالب حزب ÖVP بربط الحصول على شقق بلدية بإجادة اللغة الألمانية.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات فيينا لعام 2025، أعاد حزب FPÖ عبر رئيس الكتلة البرلمانية ماكسيميليان كراوس (Maximilian Kraus) طرح المطلب. وقد دعا الحزب إلى حرمان طالبي اللجوء من المساكن البلدية في حال لم يكن أطفالهم قادرين على التحدث بالألمانية عند دخول المدرسة.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت فيينا ستتجه نحو تشديد الشروط فعلياً. فعلى النقيض من ذلك، توفر المدينة تسهيلات لفئة “سكان فيينا منذ مدة طويلة”، وتمنحهم ما يُعرف بـ”مكافأة فيينا” (Wien-Bonus) التي تتيح لهم أولوية في الحصول على المساكن.



