موجة كوفيد ونزلات البرد تجتاح البلاد والسلطات الصحية في النمسا تدعو إلى التطعيم
شهدت النمسا في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الإصابات بالعدوى التنفسية، بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا وفيروس كوفيد-19، مما دفع صندوق الصحة النمساوي (ÖGK)، إلى التأكيد على أن الوقت الحالي هو “الوقت المناسب” للحصول على اللقاحات اللازمة لتوفير الحماية قبل ذروة الموجة المتوقعة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
توصيات بلقاحي الإنفلونزا وكوفيد-19 معاً
وأوصى صندوق الصحة النمساوي (ÖGK) بالحصول على لقاح الإنفلونزا المجاني، إلى جانب لقاح كوفيد-19 المجاني. وبحسب كبير الأطباء في الصندوق، الدكتور Andreas Krauter، فإنه يمكن للمرء الحصول على اللقاحين معاً في نفس الوقت، أو البدء بلقاح كوفيد-19 ثم تلقي لقاح الإنفلونزا بعد ثلاثة أسابيع.
وأوضح Krauter أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان “حماية جيدة في الوقت المناسب قبل ذروة موجة الإنفلونزا في شهري ديسمبر ويناير”. وأشار إلى أن الجهاز المناعي يحتاج إلى حوالي أسبوعين لتكوين الحماية الكاملة التي يوفرها اللقاح، مناشداً الجمهور: “استغلوا هذه الفرصة واحموا أنفسكم والآخرين من حولكم”.
ارتفاع في إجازات المرض وزيادة ملحوظة في نزلات البرد
تُظهر أرقام صندوق (ÖGK) زيادة واضحة في عدد إجازات المرض (Arbeitsunfähigkeitsmeldungen) بسبب العدوى. ففي الأسبوع التقويمي 40، بلغ إجمالي إعلانات العجز عن العمل 258,500، وارتفع العدد في الأسبوع التقويمي 41 إلى 268,700. على الرغم من هذا الارتفاع، لا تزال أعداد حالات المرض هذا العام، حتى الآن، أقل مقارنة بالعام الماضي. (ملاحظة: تشمل الأرقام الموظفين المؤمن عليهم لدى ÖGK ومتلقي إعانة البطالة فقط).
ويظهر الارتفاع بشكل خاص في نزلات البرد (grippale Infekte)، حيث زادت الحالات بأكثر من 10,000 إصابة، من حوالي 73,000 في الأسبوع 40 إلى أكثر من ذلك في الأسبوع الذي تلاه. ولم تتوفر بعد أرقام الأسبوع الحالي بحسب ÖGK.
كما لوحظت زيادة في حالات الإصابة بـ فيروس كورونا، حيث ارتفعت من حوالي 3,500 حالة إلى أكثر من 4,000 حالة. ويشير موقع الوكالة النمساوية لسلامة الغذاء والصحة (AGES) إلى أن معدلات الكشف عن فيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2) تتزايد في كل من النمسا وأوروبا منذ أوائل شهر أغسطس. ورغم أن كوفيد-19 لم يعد مرضاً واجباً الإبلاغ عنه منذ أكثر من عامين، مما أدى إلى انخفاض الاختبارات، إلا أن ÖGK أكدت أن “الوضع الفعلي للعدوى” لا يزال مرئياً من خلال مراقبة مياه الصرف الصحي، والتي تشير أيضاً إلى ارتفاع المنحنى.
20 في المئة من حالات الدخول للمستشفيات مرتبطة بكوفيد-19
للمقارنة، بلغت حالات إجازات المرض في شهر أغسطس حوالي 100,000 وفقاً لأرقام الاتحاد العام لمؤسسات الضمان الاجتماعي (SV). ومع ذلك، صرح الاتحاد لـ ORF.at أنه لا تتوفر حالياً بيانات مُقيَّمة لتطورات الأسابيع الماضية، وبالتالي لا يمكن استخلاص “استنتاجات حول التطورات الموسمية المحتملة أو ما يسمى ‘موجات الخريف'”.
يتم تسجيل بيانات دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا، وكوفيد-19، والفيروس المخلوي التنفسي البشري (RSV)، والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى، عبر لوحة معلومات SARI (الأمراض التنفسية الحادة والشديدة) منذ العام الماضي. على الرغم من أن البيانات تكون غير مكتملة عادةً للأسبوعين الماضيين، إلا أنها تُظهر أيضاً ارتفاعاً بطيئاً. ففي حين أن “الالتهابات الأخرى للجهاز التنفسي السفلي” تشكل الجزء الأكبر من الإقامة في المستشفى بنحو ثلثي الحالات، يأتي كوفيد-19 في المرتبة الثانية بنسبة حوالي 20 في المئة.
إجراءات النظافة الصارمة لا تزال ضرورية
بالإضافة إلى اللقاحات، تؤكد وكالة AGES على أهمية الإجراءات الصحية الصارمة للحماية من العدوى. ويشمل ذلك “غسل اليدين جيداً وبشكل متكرر، السعال أو العطس في ثنية الذراع، التخلص من المناديل المستعملة، والتهوية المنتظمة” بحسب ما ورد على موقع الوكالة.
وينصح الخبراء بتجنب لمس الأغشية المخاطية للفم والأنف والعينين قدر الإمكان، ويوصى مجدداً بارتداء الكمامات التي تعمل على تصفية الجزيئات، ليس فقط لحماية الفرد نفسه، ولكن أيضاً لحماية الآخرين من العدوى، بما في ذلك فيروسات الإنفلونزا.
وإذا كان الشخص مريضاً بالفعل، يجب عليه ارتداء قناع عند التواصل الضروري مع الآخرين، مثل التواجد في غرف انتظار الأطباء. ويؤكد الخبراء على ضرورة الحد من الاتصال بالآخرين قدر الإمكان عند ظهور الأعراض المرضية، حيث من المحتمل أن تستمر القدرة على نقل العدوى حتى بعد زوال الأعراض.
نقاش حول تشديد الرقابة على إجازات المرض
قبل حوالي أسبوعين، دار جدل حول مسألة العدوى بين صندوق ÖGK والغرفة الاقتصادية النمساوية (WKO). فبعد أن طالبت WKO بتشديد الرقابة على إجازات المرض في حال الاشتباه في سوء استخدامها، انتقد رئيس ÖGK، Andreas Huss، هذا الطلب بشدة قائلاً: “توجيه اتهامات بالجملة لجميع الموظفين أمر غير مقبول على الإطلاق”، ومضيفاً أن “المطالب المستحيلة” لغرفة WKO “غير مفهومة”. وأكد Huss أنهم يدركون المشكلة وأن إجازات المرض تخضع للرقابة باستمرار.
وكان الأمين العام لغرفة WKO، Jochen Danninger (من حزب الشعب النمساوي ÖVP)، قد صرح في وقت سابق بأنه يجب أن تكون هناك “عقوبات صارمة في حالة عرقلة العمل المتعمدة”. وشدد على أن مسألة إجازات المرض تتعلق بـ “واجب الإبلاغ والرقابة”، داعياً إلى عمليات رقابة موحدة على مستوى النمسا، و”رقابة إلزامية في حالة الاشتباه”، وإجراءات فحص أكثر صرامة بشكل عام من قبل صندوق الصحة.



