نتائج استطلاع PIAAC: الأصل الاجتماعي يكتسب أهمية متزايدة في تحديد مهارات القراءة بالنمسا

فييناINFOGRAT:

كشفت نتائج تفصيلية جديدة لاستطلاع “برنامج التقييم الدولي لكفاءة البالغين” (PIAAC) الذي أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، عن تضاعف نسبة البالغين الذين يواجهون صعوبات في القراءة بالنمسا لتصل إلى 29 في المائة، أي ما يقرب من ثلث السكان البالغين. وقد أظهرت الدراسة، التي نُشرت تفاصيلها يوم الجمعة، أن الأصل الاجتماعي للفرد، وتحديداً المستوى التعليمي للوالدين، أصبح ذا تأثير أكبر بكثير على كفاءة القراءة لديه كبالغ مقارنة بالسنوات الماضية، مما يثير المخاوف حول تزايد عدم المساواة التعليمية في البلاد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

تفاقم مشكلة القراءة وتراجع النمسا

كانت النتائج الأولية لاستطلاع PIAAC، المعروف أيضاً باسم “بيسا الكبار“، قد نُشرت في ديسمبر 2024، وأظهرت أن مجموعة السكان النمساويين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 65 عاماً والذين يواجهون مشكلات في القراءة قد تضاعفت عملياً منذ الاستطلاع الأخير الذي أجري عام 2011 لتصل إلى نسبة 29 في المائة. وقد تراجعت النمسا بشكل ملحوظ تحت متوسط الدول الثلاثين المشاركة في استطلاع PIAAC، حيث سجلت 254 نقطة مقابل 260 نقطة كمتوسط عام. يذكر أن النمسا كانت قد سجلت في عام 2011 موقعاً فوق متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ويقوم هذا البرنامج بتقييم الكفاءات الأساسية للسكان البالغين ما بين 16 و 65 عاماً في مجالات القراءة والرياضيات اليومية وحل المشكلات التكيفي. وقد شاركت 31 دولة في هذا الاستطلاع تحت قيادة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

هيمنة ثلاثة عوامل رئيسية

قدم الخبراء الآن تحليلاً تفصيلياً، حيث قام كل من Eduard Stöger وFelix Deichmann من هيئة الإحصاء النمساوية (Statistik Austria)، وبمساعدة نماذج إحصائية مختلفة، بتحديد العوامل التي لها التأثير الأكبر على كفاءة القراءة لدى البالغين في النمسا.

تأتي شهادة الفرد التعليمية الخاصة، والتي تم قياسها في هذه الحالة بالحصول على شهادة Matura (شهادة الثانوية العامة النمساوية) أو عدمه، في المرتبة الأولى كأعلى تأثير على كفاءة القراءة كشخص بالغ، بقيمة 0.37. لم تتغير هذه القيمة مقارنة باستطلاع PIAAC لعام 2011.

تزايد تأثير الأصل الاجتماعي

ما يقترب من هذا العامل بقوة هو المستوى التعليمي للوالدين، الذي يسجل تأثيراً بقيمة 0.32. وقد ارتفع تأثير هذا العامل بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2011، حيث كان يبلغ 0.24. يليه في المرتبة الثالثة اختيار المدرسة في المرحلة الثانوية الأولى (إكمال المرحلة الإعدادية – Mittelschule أو المرحلة الثانوية الدنيا – AHS-Unterstufe)، بتأثير يبلغ 0.28، على الرغم من أن هذا التأثير قد انخفض قليلاً.

كما توجد عوامل أخرى ذات تأثير أقل قوة ولكنها لا تزال ذات دلالة إحصائية، وهي اللغة الأولى (الألمانية أو لغة أخرى) بتأثير 0.15، والالتحاق بروضة الأطفال بتأثير 0.09. وظل تأثير اللغة الأولى ثابتاً تقريباً مقارنة بالاستطلاع الأخير، بينما ارتفع تأثير الالتحاق بروضة الأطفال.

تأكيد على تزايد أهمية المنشأ

لخص Stöger نتائج الدراسة في مؤتمر بحثي يوم الجمعة بالقول: “الأصل الاجتماعي يكتسب أهمية أكبر“. وأشار إلى أن دراسات أخرى حول الموضوع قد أشارت إلى هذا الاتجاه أيضاً، مضيفاً: “في حين أن الجهود التعليمية الموجهة في شكل الالتحاق بروضة الأطفال، واختيار المرحلة الثانوية، وأعلى مؤهل تعليمي مكتسب، هي عوامل مساعدة، إلا أنها لا تستطيع تعويض الفروقات الاجتماعية القائمة“.

مطالبة من غرفة العمل (AK) بتعزيز برامج الكبار

أعربت غرفة العمل (AK) عن قلقها الشديد إزاء النتائج، مشيرة في بيان صحفي إلى أن النتائج تؤكد صحة رأيها بضرورة دعم وتقوية الكفاءات الأساسية. وأفادت الغرفة بأن مجموعة البالغين الذين لا يستطيعون فهم النصوص بشكل جوهري قد ارتفعت من نحو مليون شخص في عام 2011 إلى ما يقارب 1.7 مليون شخص حالياً، وأن هذه المشكلة “لم تعد هامشية في النمسا منذ زمن“.

وقالت Ilkim Erdost، رئيسة قسم التعليم في غرفة العمل بفيينا (Arbeiterkammer Wien): “المشاركة الحقيقية لا تكون ممكنة إلا إذا كان الناس قادرين على فهم المعلومات وتقييمها وتكوين صورة لأنفسهم“. ودعت Erdost إلى توسيع نطاق تعليم الكبار وتوفير عروض إضافية في هذا المجال لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى