نقص في التبرعات وتزايد في الطلب.. أسواق فيينا الاجتماعية تواجه شحاً في السلع الأساسية مع ازدياد الفقر

فييناINFOGRAT:

تواجه الأسواق الاجتماعية في العاصمة النمساوية، فيينا، أزمة حادة تتمثل في نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، تزامنًا مع ارتفاع أعداد المستفيدين، مما دفع العديد من المتسوقين للوقوف أمام أرفف فارغة. هذه الأزمة تُعزى إلى تناقص التبرعات من المتاجر الكبرى مقابل زيادة مطردة في الطلب، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.

وقد أصبحت المواد الأساسية كـ “الزبدة والمعكرونة والأرز” نادرة في هذه الأسواق، وتحديداً في فروع منظمة “Samariterbund” الخمسة في فيينا، التي باتت عاجزة أيضاً عن تلبية كافة الاحتياجات من منتجات النظافة الشخصية. ويُعد هذا النقص “مقلقاً” بشكل خاص، حيث أن هذه المواد غالباً ما تكون متوفرة في المنازل، وفقاً لما صرّح به المتحدث باسم المنظمة Michael Brommer.

وتعتمد هذه الأسواق بالكامل على التبرعات التي تقدمها المتاجر الكبرى. إلا أن هذه المتاجر أصبحت تحسب تدفق بضائعها بدقة متزايدة، ما أدى إلى تضاؤل كميات المواد المتبقية لتوزيعها على الأسواق الاجتماعية. كما أن مبادرات مثل منصة “Too good to go” ومشاريع إنقاذ الطعام الخاصة بالمتاجر الكبرى قللت بدورها من كميات التبرعات المتاحة. ويشعر “Samariterbund” بهذه الضائقة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي السياق ذاته، يواجه “السوق الاجتماعي في فيينا” (Sozialmarkt Wien)، الذي يعتمد حصرياً على تبرعات الشركات، وضعاً مشابهاً نتيجة لقلة التبرعات. ولتجنب عودة المتسوقين بأيدٍ خالية، ذكرت إدارة السوق أنها تضطر لشراء البضائع الناقصة من تجار الجملة وتوفيرها للزبائن دون إضافة أي هامش ربح.

ويتم البيع في الأسواق الاجتماعية بأسعار تتراوح بين ثلث ونصف سعرها في المتاجر العادية. إلا أن الارتفاع العام في الأسعار انعكس أيضاً على أسعار هذه الأسواق. وتطبق الأسواق قيوداً على الشراء لضمان التوزيع العادل للسلع، وتختلف هذه القيود حسب المشغل وحجم الأسرة. وبالنسبة لأسرة تتكون من شخص واحد، يتراوح الحد الأقصى للتسوق بين 35 و 70 يورو أسبوعياً، وهو ما يعادل في المتوسط ما بين 70 و 105 يورو في المتجر العادي.

وفي الوقت الذي تُفرغ فيه الأرفف، تتزايد أعداد المتسوقين في ممرات هذه الأسواق. وعلى الرغم من أن الكثيرين لا يزالون يشعرون بالخجل من التسوق في الأسواق الاجتماعية، يؤكد المشغلون أن أعداد المتقاعدين والآباء العازبين والأسر التي يعمل فيها أحد الوالدين قد زادت، حيث لم تعد هذه الأسر قادرة على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة في المتاجر التقليدية.

وبدأ التدفق الكبير على هذه الأسواق خلال فترة الجائحة (كورونا). فـ “الأسواق الاجتماعية في فيينا” تُحصي اليوم 100,000 عضو، بينما كان العدد نصف ذلك قبل عام 2020. وكذلك ارتفع عدد الأعضاء في أسواق “Foodpoints-Sozialmärkten” التابعة لجمعية “Start Up” من 14,000 قبل الجائحة إلى 100,000 حالياً.

وللتسوق في هذه الأسواق، يُشترط الحصول على تصريح يُمنح لمن يقل دخلهم عن “حد التعرض للفقر” (Armutsgefährdungsgrenze)، الذي يتم تعديله باستمرار ويبلغ حالياً 1661 يورو. وللمقارنة، كان هذا الحد يقدر بـ 700 يورو تقريباً قبل 18 عاماً عندما فُتح أول سوق اجتماعي في فيينا.

وفي تقرير ذي صلة، كشف الصليب الأحمر يوم الثلاثاء الماضي خلال مؤتمره الصحفي السنوي عن إحصائية حول تزايد الإقبال، حيث أوضح رئيس الصليب الأحمر Gerald Schöpfer أن عدد عمليات استلام المساعدات من نقاط التوزيع التابعة لمبادرة “Team Österreich Tafel” ارتفع من 600,000 عملية سنوياً عند تأسيسها في عام 2010 إلى 1.1 مليون حالياً، محذراً من “الاقتصاد على حساب الإنسانية”.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى