نقل تلسكوب كمي بوزن خمسة أطنان إلى على ارتفاع 2,200 متر في تيرول باستخدام مروحية ثقيلة
نُقل تلسكوب كمي تابع لجامعة Innsbruck يوم الأربعاء في عملية نقل استثنائية إلى قمة Hafelekar في تيرول على ارتفاع يزيد عن 2,200 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث استخدمت مروحية شحن لنقل أجزاء الجهاز العلمي الذي يزن نحو خمسة أطنان على عدة رحلات متتالية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
انطلقت عملية النقل صباح الأربعاء بالقرب من حرم الجامعة التقني (Campus Technik) بعد التأكد من توفر الظروف الجوية المثالية، إذ عُلّقت الأجزاء الضخمة للمعدات على حبال طويلة تحت المروحية، وكان لا بد من إنزالها بدقة ميليمترية في موقعها النهائي على سلسلة جبال Nordkette فوق Innsbruck.
أوضح Klaus Pichlbauer، المدير التنفيذي لشركة Innovametall التي صممت الهيكل الخارجي للتلسكوب، أن المهمة واجهت تحديات لوجستية كبيرة، منها صعوبة الوصول بالمركبات إلى موقع Hafelekar، والوزن الإجمالي المحدود الذي يمكن نقله بالمروحية، إضافة إلى ضرورة تنفيذ العملية بسرعة، ما تطلب بناء التلسكوب بطريقة نمطية (modular). أما التلسكوب نفسه فقد صُنع من قبل شركة ASA Astrosysteme في Oberösterreich.
ويُعتبر التلسكوب الكمي القلب النابض لمحطة أرضية بصرية-كمية (quantenoptische Bodenstation) أقامتها جامعة Innsbruck بهدف تعزيز أبحاث الفيزياء الكمية والتواصل الكمي. وسيُستخدم الجهاز ليس فقط لمراقبة الأجرام السماوية، بل أيضاً لإرسال واستقبال جسيمات الضوء الكمية (Quanten) من وإلى أقمار صناعية خاصة، بما يتيح تحقيق اتصالات مؤمنة ضد التنصت.
قال Gregor Weihs، نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي، إن “هذا المشروع بالغ الأهمية بالنسبة إلى Innsbruck، حيث نمتلك بعضاً من أفضل المختبرات العالمية القادرة على تخزين المعلومات الكمية لفترات طويلة”. وأوضح أن المحطة الجديدة ستُسهم في ربط الحواسيب الكمية في Innsbruck مع نظرائها حول العالم، على غرار محطات مشابهة موجودة بالفعل في فيينا، Graz، تشيلي، وتينيريفي.
وأشار الفيزيائي Stefan Frick من معهد الفيزياء التجريبية بجامعة Innsbruck إلى تميز موقع Hafelekar، موضحاً: “لدينا ميزة فريدة، فنحن على ارتفاع عالٍ جداً لكننا في الوقت نفسه قريبون من الحرم الجامعي – لا يفصلنا سوى ثلاثة كيلومترات تقريباً، وهو أمر نادر على مستوى العالم”.



