نمو طفيف في السياحة النمساوية خلال النصف الأول من 2025 رغم تراجع يوليو بسبب الطقس الماطر وتعويض في المتاحف
أدى طقس يوليو الماطر في النمسا إلى تراجع ملحوظ في أعداد الزوار في البحيرات المكشوفة والفنادق، فيما استفادت وجهات سياحية داخلية مثل المتاحف من الظروف الجوية، وعلى الرغم من ذلك، أظهرت الحصيلة السياحية للنصف الأول من عام 2025 – حتى نهاية يونيو – نتائج إيجابية، مع نمو طفيف في أعداد المبيتات، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وفيما تراوحت التوقعات بين الحذر والتفاؤل المعتدل بشأن موسم الصيف، أكدت السلطات السياحية أن يوليو “لا يثير القلق الكبير حتى الآن”.
سجّل شهر يوليو في النمسا هطول كميات كبيرة من الأمطار، إلى جانب غيوم كثيفة، وقد يكون من بين أربعة أشهر يوليو الأكثر مطرًا في تاريخ القياسات الممتد 168 عامًا، وفق ما أعلنت عنه الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية Geosphere Austria. وقد ترك هذا الطقس أثرًا واضحًا على قطاع السياحة في ولاية “النمسا السفلى” (Niederösterreich).
في مسبح “Aubad Tulln”، شهد عدد الزوار خلال يوليو تراجعًا ملموسًا. وصرّح مدير منشآت الرياضة والترفيه، كريستيان هولتزشوه (Christian Holzschuh): “سجّلنا تراجعًا بنسبة تقارب 12 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. لا نزال نحافظ على أرقام مقاربة لتلك المسجلة في عام 2023، وربما ننجو بأقل الأضرار، وهذا ما سيتضح في الأسابيع المقبلة”.
وفي المخيم القريب، قال فرانز ليبال (Franz Libal)، مدير مخيمي Tulln وKlosterneuburg، إن نسبة الإشغال تراجعت بسبب الطقس، وخصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يعتمد كثير من الزوار المحليين من فيينا ونيدرأوسترايش على توقعات الطقس لاتخاذ قراراتهم بشكل لحظي. وأضاف: “تأثر الزوار الدوليون المقيمون لفترات طويلة لم يكن ملحوظًا”.
وضع مشابه ظهر في مدينة “Krems”، حيث أوضحت مديرة فندق، كاتارينا براتس (Katharina Prattes)، أن الحجوزات الطويلة الأمد تسير بشكل جيد، لكن الزيارات العفوية والقصيرة غالبًا ما تتلاشى بسبب توقعات الطقس. وفي المقابل، تستفيد المتاحف من هذا الوضع. وأكد فلوريان شتاينينغر (Florian Steininger)، المدير الفني لمتحف Kunsthalle Krems، أن “القاعات تكون ممتلئة عندما يكون الطقس ماطرًا وغائمًا”.
نصف أول إيجابي لعام 2025
رغم الشكاوى من تراجع النشاط السياحي في يوليو، إلا أن الحصيلة الإجمالية للنصف الأول من العام (حتى نهاية يونيو) في نيدرأوسترايش كانت إيجابية. فقد سُجلت نحو 3.3 مليون مبيت سياحي بين يناير ويونيو، منها 1.44 مليون خلال شهري مايو ويونيو وحدهما.
وتمثل هذه الأرقام زيادة بنسبة 1% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين سجل شهرا مايو ويونيو تحديدًا نموًا بنسبة 1.4%.
ورغم تأثير فترات الطقس السيئ على الحجوزات القصيرة الأمد، أعربت هيئة السياحة الإقليمية “Niederösterreich Werbung” عن تفاؤلها المعتدل حيال شهري يوليو وأغسطس، ووصفت الوضع بأنه “مستقر إلى حد ما مع نظرة تفاؤلية حذرة”.
صرّح المدير التنفيذي لهيئة السياحة، ميشائيل دوشر (Michael Duscher)، بأن “شهر يوليو لا يثير حتى الآن أكبر المخاوف”، مؤكدًا أن الإقبال على بطاقة “Niederösterreich-Card” الخاصة بالرحلات بقي شبه مستقر مقارنة بالعام الماضي. وأضاف: “حتى الأرقام الخاصة بيوليو ليست سيئة”.
وأشار دوشر إلى أهمية قراءة تطبيقات الطقس بشكل أكثر دقة. وقال: “إذا توقعت التطبيقات احتمالًا لهطول المطر بنسبة 20 أو 30%، فقد يدفع ذلك الزوار المحتملين إلى إلغاء خططهم، رغم أن هذا الاحتمال قد يشير فقط إلى زخات خفيفة لا تدوم أكثر من نصف ساعة، في حين يبقى بقية اليوم مشمسًا”.
وعلى الرغم من هذا التردد في الحجوزات، ارتفع عدد زوار بعض المتاحف بنسبة تقارب 40%، مثل متحف Niederösterreich، ومتحف Egon Schiele، ومتحف Gugging. كما كانت مهرجانات “Reichenau” عامل جذب بارز، حيث سجلت نسب إشغال مرتفعة، وذكر دوشر أن المنطقة تستفيد من إقامة زوار المهرجان لليلة أو أكثر.



