هاكر: تقشف حاد في فيينا يفرض مراجعة نظام المساعدات الاجتماعية للعائلات كثيرة الأطفال

أكّد بيتر هاكر، مستشار الصحة والشؤون الاجتماعية في فيينا، أنّ حكومة المدينة تواجه ضغوطًا مالية شديدة، ما يفرض إعادة تقييم دقيقة لكل النفقات، دون التخلي عن المبادئ الأساسية، لاسيّما فيما يتعلق بالرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

خطة تحديث قطاع الصحة مستمرة رغم الضغوطات

أشار هاكر إلى أنّ عملية تحديث المستشفيات في فيينا قد بدأت بالفعل، وهي مشروع طويل الأمد يمتد حتى عام 2040، يشمل إعادة بناء وتحديث جميع المستشفيات في المدينة، وتبلغ كلفة المشروع حتى عام 2030 نحو 3.3 مليارات يورو. لكنه لم يستبعد إمكانية تأجيل بعض مشاريع البناء لأسباب تتعلق بالتقشف.

تغييرات متوقعة في نظام المساعدات الاجتماعية

يمتد ضغط الميزانية أيضًا إلى قطاع الشؤون الاجتماعية، حيث قد تصبح مراجعة نظام المساعدات الأساسية (Mindestsicherung) ضرورة ملحّة. وقد جاءت تصريحات هاكر ردًا على انتقادات نائبة رئيس بلدية فيينا، Bettina Emmerling (حزب NEOS)، التي أعربت عن تحفظها إزاء دفعات المساعدات للعائلات كثيرة الأطفال، معتبرةً أن “كل طفل له قيمة متساوية، لكن ليس بنفس الكلفة”.

وأوضح هاكر، أن التقييم المرتقب لنظام المساعدات الأساسية لا يعني التخلي عن المبادئ الإنسانية، إذ يجب أن يظل السؤال المحوري: “ما الذي يحتاجه الناس ليعيشوا حياة كريمة في فيينا؟”. غير أنّ القدرة التمويلية للنظام باتت موضع تساؤل، نتيجة الضغط المالي المتزايد.

تخفيضات حتمية تشمل كل القطاعات

كشف هاكر أن عمدة فيينا أمر بخفض 500 مليون يورو من الميزانية هذا العام، وأن قطاع الصحة والشؤون الاجتماعية سيساهم بجزء كبير من هذا التخفيض. وقال: “كل مدير في هذا القطاع مكلّف بمراجعة الخدمات المقدمة والتدقيق في كل يورو يُنفق، لبحث ما يمكن الاستغناء عنه من خدمات اعتدنا عليها”.

وأضاف أنّ تأجيل بعض المشاريع، وخاصة في مجال البناء، أمر وارد، قائلاً: “لا يمكننا ببساطة طباعة المال، هذا واضح للجميع.”

دعوة لإعادة تنظيم السياسات الصحية

أكّد هاكر أنّ التحولات الهيكلية في قطاع الصحة باتت ضرورية، قائلاً: “لا يمكن أن نستمر في تقديم الرعاية الصحية بالطريقة الحالية وكأنّ شيئًا لم يتغيّر.” وأعرب عن ارتياحه لأن رؤساء الولايات والحكومة الفيدرالية اتفقوا على عقد جولات نقاشية لإيجاد طرق جديدة لإصلاح قطاع الصحة في النمسا.

التشبث بمبدأ “عدم ترك أحد خلف الركب”

على الرغم من الوضع المالي الحرج، شدد هاكر على أن مدينة فيينا لن تتخلى عن طابعها الاجتماعي، مؤكّدًا: “نحن مدينة التماسك، ولا نريد ترك أحد خلفنا، هذا المبدأ لن نتخلى عنه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى