وزارة الداخلية: سفاح مدرسة غراتس أطلق 51 طلقة من 110 كانت بحوزته
فيينا – INFOGRAT:
أعلنت وزارة الداخلية ومديرية شرطة ولاية شتايرمارك تفاصيل جديدة حول التحقيقات في حادث إطلاق النار الجماعي في مدينة غراتس، بعد أسبوع من وقوعه، دون التوصل حتى الآن إلى دافع واضح للمرتكب، في حين غادر اثنان من المصابين المستشفى فيما لا يزال تسعة آخرون يتلقون العلاج.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفادت السلطات الأمنية في ولاية شتايرمارك بأن عدد المصابين الذين لا يزالون في المستشفى يبلغ تسعة أشخاص، بينهم اثنان في وحدة العناية المركزة، إلا أن حياتهم ليست في خطر حاليًا.
وأشارت مديرية شرطة الولاية في غراتس إلى أنها بدأت التحقيقات واتخاذ الإجراءات الأمنية مباشرة بعد وقوع الحادث، حيث تم نشر قوات الشرطة بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي في جميع مدارس شتايرمارك، بما شمل دوريات مرئية لرجال شرطة بالزي الرسمي وأخرى بملابس مدنية.
تأكيد صحة صورة نشرها الجاني قبل الجريمة
أكدت السلطات أن الصورة التي نشرها الجاني عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ الهجوم، والتي تظهر حذاءه – وهو عبارة عن حذاء عسكري أسود – تعود فعلاً إليه، ومع ذلك، لم يتم العثور حتى الآن على دافع واضح للجريمة أو على دلائل تدعم مزاعم بتعرضه للتنمر.
تفاصيل حول المعدات الشخصية للجاني
فيما يخص التجهيزات التي كانت بحوزة الجاني، أوضحت الشرطة يوم الثلاثاء أن سماعات الرأس التي كان يرتديها كانت سماعات سلكية عادية، دون وظيفة للحديث أو دعم لتقنية البلوتوث، ولم يتأكد حتى الآن ما إذا كانت موصولة بهاتفه. كما تم العثور في المرحاض، حيث يُعتقد أن الجاني انتحر، على سدادتين للأذن من النوع المستخدم في تدريبات الرماية. أما النظارات التي كان يرتديها فكانت نظارة طبية.
شغف بهجمات المدارس
ما تزال الشرطة تجري تحليلًا لمحتويات هاتف الجاني. وأعلنت أن التحقيقات في موقع الجريمة قد انتهت، فيما لا تزال مسألة عدد الطلقات النارية التي أُطلقت قيد التحقيق، وكذلك ما إذا كان هناك شركاء أو أشخاص على علم مسبق بالجريمة، لكنها أكدت أنه “لا توجد في الوقت الحالي أدلة دامغة على ذلك”.
وبحسب التحقيقات، يُعتقد أن للجاني ارتباطًا بحوالي 30 حسابًا تم إنشاؤها بين عامي 2019 و2025 على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يُحدد بعد بدقة أي من هذه الحسابات تعود إليه بالفعل. وأشارت التحقيقات إلى أن الجاني كان يمتلك شغفًا بهجمات إطلاق النار في المدارس (School Shootings)، كما كان بحوزته ترسانة ضخمة من الأسلحة: 110 طلقات – 93 منها لمسدس غلوك، و17 لبندقية صيد، اطلق منها 51 طلقة.
بلاغات كاذبة تُشغل الشرطة
لم تنشغل الشرطة خلال الأسبوع الماضي فقط بمتابعة ملابسات الهجوم، بل تعاملت أيضًا مع أكثر من 30 بلاغًا كاذبًا تتعلق بتهديدات في المدارس صدرت عن مقلدين أو مروجين (Trittbrettfahrer). وأكدت الشرطة أنها تتعامل بجدية مع كل تهديد، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إطلاق التهديدات بهجمات مسلحة يُعد جريمة.
وأشارت إلى أن شابًا يبلغ من العمر 19 عامًا قد تم اعتقاله يوم الاثنين في ولاية النمسا السفلى (Niederösterreich) بعد إرساله رسالة تهديد إلى مدرسة – المزيد من التفاصيل في خبر منفصل تحت عنوان “تهديد ضد مدرسة: توقيف مشتبه به (النمسا السفلى)”. كما أكدت الشرطة أن تمجيد هجمات إطلاق النار عبر الإنترنت يُعد جريمة يعاقب عليها بالسجن لعدة سنوات.
دعم نفسي للقوى الأمنية
ناقشت الشرطة أيضًا الضغوط النفسية والعاطفية التي تعرض لها عناصرها خلال الأسبوع الماضي، وأوضحت أن حتى الموظفين المدربين تدريبًا عاليًا تأثروا نفسيًا بالأحداث، مشيرة إلى أنه تم توفير دعم نفسي داخلي (Peer Support) للعناصر، وقد تم الاستفادة منه بشكل واسع.
وأعلنت الشرطة أن المنصة التي تم تخصيصها خلال الأيام الماضية لتلقي الملفات أو الأدلة من المواطنين ستُغلق في 18 يونيو، بعدما لم يتم تلقي أي ملفات جديدة في الفترة الأخيرة. لكنها شددت على إمكانية إرسال الأدلة في أي وقت إلى شرطة التحقيقات الجنائية في الولاية (Landeskriminalamt)، مؤكدة على أهمية كل معلومة أو دليل.



