وزيرة خارجية النمسا: “مفهوم أمريكا أولاً مقبول.. ولكن ليس أمريكا وحدها”
فيينا – INFOGRAT:
التقت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger بنظيرها الأمريكي Marco Rubio في واشنطن اليوم الخميس، وأشادت بجهود إدارة ترامب للسلام في أوكرانيا وغزة، ووصفتها بـ”الرائعة”، مؤكدة دعمها لنهج “أمريكا أولاً” بشرط عدم عزل الشركاء، ولم يُطرح ملف ترشيح النمسا لمجلس الأمن، بينما نوقشت قضايا الدفاع والتجارة والضغط على إيران، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
في زيارة عمل استمرت 24 ساعة إلى العاصمة الأمريكية، عقدت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger اجتماعًا مع نظيرها الأمريكي Marco Rubio في وزارة الخارجية الأمريكية (State Department) يوم الخميس 24 يوليو 2025. وأكدت الوزيرة عقب اللقاء أنها أجرت “حديثًا جيدًا جدًا” مع Rubio، مشيدة بما وصفته بـ”الجهود الرائعة” التي تبذلها إدارة ترامب للتوصل إلى حلول سلمية في غزة وأوكرانيا، رغم توجيهها انتقادات واضحة لكلٍّ من حماس وروسيا، متهمة إياهما بـ”اللعب على الوقت”.
وأعربت Meinl-Reisinger، زعيمة حزب NEOS، عن تأييدها المبدئي لمبدأ “أمريكا أولاً” باعتبارها “وطنية تقدمية”، لكنها شددت على رفضها لمفهوم “أمريكا وحدها”، مؤكدة أن “العمل الجماعي يجعلنا أقوى”، في إشارة إلى أهمية التعاون الدولي.
وأوضحت الوزيرة أن الرسوم الجمركية الأمريكية لم تكن محوراً رئيسياً في محادثاتها، لأن الأمر لا يُدار على مستوى وزراء الخارجية. ومع ذلك، جددت دعمها للحرية التجارية، مشيرة إلى أن الحوار تركز على العلاقات الاقتصادية الثنائية ودعم الشركات، إضافة إلى الملفات الدولية الساخنة، لاسيما الحرب الروسية على أوكرانيا والوضع في غزة.
وخلال زيارتها، شاركت Meinl-Reisinger في لقاءات مع عدد من مراكز التفكير الأمريكية، منها Heritage Foundation وAtlantic Council، حيث ناقشت آفاق التعاون الاقتصادي والتحديات المرتبطة بالسياسات الحمائية. وعبّرت عن قلقها من غياب تقدير فعلي للاتحاد الأوروبي داخل بعض الدوائر الأمريكية، خاصةً بين المحافظين الذين يرون في الاتحاد كياناً “اشتراكياً وهجيناً فوق وطني” بحسب تعبير بعضهم.
وفي لفتة رمزية، روّجت Meinl-Reisinger لحملة ترشح النمسا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي 2027–2028، بارتدائها قميصًا أحمر كتب عليه شعار الحملة، خلال جولة رياضية صباحية مرّت خلالها على معالم واشنطن.
كما أكدت الوزيرة أن إدارة ترامب تضغط من أجل زيادة الإنفاق الدفاعي لدول أوروبا، وقالت إنها منفتحة على شراء المزيد من البنية التحتية العسكرية الأمريكية لصالح النمسا، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى تليين المواقف الأمريكية في النزاعات التجارية.
وفيما لم يتطرق الاجتماع مع Rubio إلى توقيع النمسا على رسالة أوروبية تنتقد سياسة إسرائيل، أشار الوزير الأمريكي فقط إلى زيارتها السابقة لتل أبيب بعد الحرب الإيرانية–الإسرائيلية، حيث أكدت مجددًا: “لا يمكن أن يكون لحماس مستقبل في غزة، وكل تصور غير ذلك هو ضرب من العبث”.
أخيراً، اتفقت تقييمات عدد من الخبراء المشاركين في اللقاءات مع Meinl-Reisinger على أن مهمة إقناع إدارة ترامب بأي موقف أوروبي مشترك، سواء اقتصادي أو دفاعي، ستظل “مهمة جبارة”، كما عبّر عنها الباحث Peter Rough من معهد Hudson، الذي أكد أن ترامب يرى العالم أولاً من منظور التجارة، ثم السياسة والأمن لاحقاً.



