وزير التعليم في النمسا يعلن عن “الخطة Z” لنقل المدرسة من الحفظ إلى الإبداع ومهارات المستقبل

فييناINFOGRAT:

أعلن وزير التعليم Christoph Wiederkehr (حزب NEOS) عن “الخطة Z” لتحويل المدارس إلى مؤسسات “تُعد للحياة الحقيقية” ويريد “جلب البيداغوجيا إلى القرن الحادي والعشرين”، ودعا إلى إعادة هيكلة النظام التعليمي في النمسا “دون محظورات”. وأكد أن حزب NEOS وعد بتحقيق “انطلاقة استدراكية” في مجال التعليم وقد أنجز الكثير بالفعل، لكنه شدد على أن الاستدراك لم يعد كافياً في أوقات التغيير العميق، مما يتطلب تحولاً جذرياً، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أعلن وزير التعليم Christoph Wiederkehr (حزب NEOS) عن نيته إطلاق “الخطة Z” لإعادة هيكلة النظام التعليمي في النمسا بهدف وضعه “في المسار السريع”، مؤكداً أن الهدف هو “مدرسة تُعد للحياة الحقيقية”. ورغم اعترافه بالجهود الكبيرة للعاملين في القطاع التعليمي، أقر الوزير بـ”الجواب الصادق” بأن المدرسة حالياً لا تُجهز الأطفال والشباب للحياة في ظل تحولات عالمية عميقة، مثل الثورات التكنولوجية كـالذكاء الاصطناعي والتحديات كالـتضليل الإعلامي وتغير المناخ. وتهدف الخطة للابتعاد عن الحفظ والمناهج القديمة نحو الإبداع، التفكير النقدي، ومهارات المستقبل. ومن المقرر تقديم الخطة الشاملة بحلول شهر مارس القادم، ليبدأ تنفيذها في الربع الثاني من العام.

تطلعات الوزير وواقع التعليم

بدأ Wiederkehr خطابه المبدئي الذي استمر نصف ساعة، بتفاؤل أمام نحو 160 من الشباب والخبراء والقادة في القطاع التعليمي، مشيراً إلى أنه يرى يومياً، خلال الأشهر الثمانية التي مرت على توليه منصبه، مدى تفاني العاملين في رياض الأطفال والمدارس من أجل الأطفال والشباب، وكم هو استمتاع الطلاب بوقتهم المدرسي، وكيف يساعد الآباء من خلال التزامهم على جعل المدرسة أفضل. ورداً على الجوانب التي لا تعمل بشكل جيد، أشار إلى أنه تم اتخاذ تدابير مثل توسيع دعم اللغة وعلم النفس المدرسي، وتقليل البيروقراطية، وتخصيص المزيد من الأموال للمواقع ذات الظروف الصعبة بشكل خاص.

ومع ذلك، أشار الوزير إلى أنه عندما يسأل نفسه، بعد هذا التقييم المرحلي، ما إذا كانت المدرسة تُجهز الأطفال والشباب للحياة، فإن “الجواب الصادق” هو لا. وأوضح أن العالم يمر بتغيير جوهري نتيجة الثورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي (KI)، والتحديات مثل التضليل الإعلامي الذي يهدد الديمقراطية، والأزمات العالمية من تغير المناخ إلى الهجرة. ولهذا تأثير هائل على ما يجب أن يقدمه التعليم.

رؤية “الخطة Z” لتعليم المستقبل

أكد Wiederkehr رغبته في الابتعاد عن “نظام تعليمي قديم وراكد” يتميز بالهياكل الجامدة والمناهج القديمة، والتحول من الحفظ عن ظهر قلب إلى تعزيز الإبداع، وحل المشكلات، والتفكير النقدي، والمرونة (Resilienz)، وروح المبادرة (Unternehmergeist)، والمهارات الرقمية والاجتماعية.

وشدد على أن الشباب يجب أن يصبحوا “بالغين أصحاب قرار ومبدعين وسعداء أيضاً”. واعتبر أن التعليم مشروع مجتمعي، إذ يجب على الآباء والمجتمع تحمل المسؤولية بجانب المدرسة. وطالب الوزير من الأطفال والشباب أيضاً بضرورة بذل الجهد، مؤكداً أن ذلك يتطلب مثابرة وانضباطاً، لكنه يُكافأ بالاستقلال الشخصي والمشاركة الاجتماعية.

آلية العمل والجداول الزمنية

يعتزم Wiederkehr العمل في الأشهر المقبلة مع الخبراء و”الأشخاص في النظام التعليمي” على وضع “الخطة Z – الحرف Z لمستقبل أطفالنا” بهدف “جلب العملية التربوية (Pädagogik) إلى القرن الحادي والعشرين”. وشدد قائلاً: “لا يمكن أن يكون هذا مجرد تجديد سطحي، بل يجب أن يكون إعادة هيكلة كاملة”. وأوضح أن “الخطة Z” هي أكثر من مجرد فصل في البرنامج الحكومي؛ إنها “رؤية وفي الوقت نفسه مسار لتنفيذها”، حيث يمكن تطبيق بعض الأمور بسرعة في الممارسة العملية، بينما سيتم تطبيق البعض الآخر بعد نهاية هذه الفترة التشريعية.

ويتوقع Wiederkehr حدوث نقاشات حادة حول عملية إعادة الهيكلة المخطط لها، لا سيما حول تعريف “الحياة الحقيقية” ودور المدرسة أو قيمة التعليم (العام) مقارنة بالتدريب المهني. وينوي الوزير تقديم “الخطة Z” بحلول شهر مارس، على أن يبدأ التنفيذ فعلياً في الربع الثاني من العام.

نقاط الانطلاق والتغييرات المتوقعة

يعتزم الوزير البدء بدار الحضانة (Kindergarten) من خلال طرح سؤال حول ما وكيف ينبغي تدريسه هناك. وتشبه “نقاط الانطلاق” التي حددها للمدرسة مطالب حزب NEOS المعروفة والبرنامج الحكومي، حيث يجب أن تحصل المدارس على المزيد من الاستقلال الذاتي، وأن يحصل المعلمون على مزيد من الوقت للأطفال بفضل تقليل البيروقراطية. كما يجب أن تضمن التغييرات في دراسات تدريب المعلمين أن يقوم بالتدريس فقط المؤهلون حقاً.

ويريد Wiederkehr تحديث الكتب المدرسية بشكل أسرع في المستقبل واستكمالها بـتطبيقات التعلم (Lernapps)، كما ستكون فرص التعلم الفردي من خلال الذكاء الاصطناعي (KI) موضوعاً للنقاش. ويرغب Wiederkehr في “إزالة الفوضى” من المناهج التي تم تعديلها للتو، والتركيز على مواد جديدة و”التوجيه نحو الكفاءات الأساسية للمستقبل”. وسيصبح تحديد ما يمكن الاستغناء عنه “واحدة من نقاشات الأشهر المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى