وسط مقاطعة دول عظمى.. إسرائيل تحصل على ضوء أخضر للمشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية “ESC 2026” بفيينا

فييناINFOGRAT:

سمحت الجمعية العمومية لاتحاد البث الأوروبي (EBU) بمشاركة إسرائيل في الدورة السبعين لمسابقة الأغنية الأوروبية “Eurovision Song Contest” لعام 2026، والتي ستُقام في العاصمة النمساوية فيينا. وجاء هذا القرار نتيجة لتصويت سري جرى اليوم الخميس في جنيف، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون والإذاعة النمساوية (ORF) موقفه الداعم لمشاركة إسرائيل في المسابقة التي تستضيفها النمسا. كما تم عرض مجموعة من التعديلات على القواعد تهدف إلى ضمان حيادية المسابقة في المستقبل، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

بهذا القرار حول مشاركة إسرائيل، تم حسم مسألة كانت مثار جدل حاد لعدة أشهر. وقد أعلن عن القرار من قبل محطة البث الهولندية Avrotros، والتي أعلنت في الوقت نفسه أنها لن تشارك بشكل قاطع في المسابقة التي ستقام في فيينا لهذا السبب.

تهديدات بالمقاطعة بسبب حرب غزة

كانت دول أخرى – ومن بينها دول أساسية في تاريخ المسابقة مثل إسبانيا وإيرلندا – قد هددت بالمقاطعة في حال مشاركة إسرائيل في أكبر مسابقة موسيقية عالمية تقام في قاعة “Wiener Stadthalle” في مايو. ومن المقرر أن يقوم اتحاد البث الأوروبي (EBU) بنشر القائمة الكاملة للمحطات المشاركة قبل عيد الميلاد.

Weißmann: المؤسسات التلفزيونية هي المشاركة وليست الحكومات

أكد المدير العام لـ ORF، Roland Weißmann، أن “الجهات المشاركة في مسابقة Eurovision Song Contest هي مؤسسات تلفزيونية وليست حكومات”. وأشار إلى أنه سعى شخصياً خلال الأسابيع الماضية لدعم مشاركة هيئة البث العامة الإسرائيلية (KAN)، ورحب بتواجد KAN في الدورة السبعين من المسابقة في فيينا.

وقال Weißmann: “من المهم عدم هدم الجسور هنا، وذلك في سبيل الحوار الثقافي النشط ولدعم وتعزيز الدور الديمقراطي للمؤسسات الإذاعية والتلفزيونية العامة بحد ذاتها”. وأعرب Weißmann عن أسفه في حال قررت محطات بث أخرى عدم المشاركة الآن، واعتبر أن استضافة فيينا للمسابقة هي “فرصة لتقديم ما يجمعنا على ما يفرقنا – تحت شعار ‘United by Music'”.

وأكد Weißmann أن “ORF ستكون مضيفة مفتوحة وودودة في مايو 2026 لجميع الوفود المشاركة والضيوف والجماهير من جميع أنحاء العالم، وستنظم حدثاً احترافياً ومبهجاً”.

قواعد أكثر صرامة للحملات الإعلانية

رداً على ما حدث في السنوات الماضية، قام اتحاد البث الأوروبي بتعديل بعض القواعد التي أقرتها الجمعية العمومية بأغلبية، وتشمل هذه التعديلات منع هيئات البث والفنانين المشاركين من الانخراط في حملات إعلانية تابعة لجهات خارجية، بما في ذلك الحكومات والوكالات الحكومية، والتي قد تؤثر على نتائج التصويت.

وفي الواقع، كانت وكالة مقربة من الحكومة في إسرائيل قد قامت العام الماضي بحملة ترويجية واسعة للمغنية Yuval Raphael، والتي فازت لاحقاً بتصويت الجمهور بشكل مفاجئ، على الرغم من أن السبب وراء الفوز غير واضح إذا كان يعود لهذه الحملة أم لا.

إعادة تقييم دور لجان التحكيم

طُرحت تعديلات أيضاً على نظام التصويت: تم رفع عدد أعضاء لجان التحكيم لكل دولة، والذين يجب أن يمتلكوا خبرة في مجال صناعة الموسيقى، من خمسة إلى سبعة أعضاء. ويجب أن يكون اثنان منهم على الأقل تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاماً. ويتوجب عليهم التوقيع على تعهد خطي يؤكدون فيه تصويتهم باستقلالية وحيادية تامة.

ولأول مرة منذ عام 2022، سيُسمح للجان التحكيم بالتصويت مرة أخرى في كلا الدورين نصف النهائي، حيث سيُحتسب تصويت الخبراء وتصويت الجمهور بنسبة النصف لكل منهما في المجموع الكلي للدرجات. ومنذ عام 2023، وبعد بعض نتائج تصويت لجان التحكيم التي بدت مشبوهة بوجود تواطؤ، كان تصويت الجمهور هو الوحيد الذي يحدد المتأهلين للنهائي.

تخفيض عدد مرات التصويت من 20 إلى 10

تهدف لجان الخبراء إلى ضمان وصول “الأعمال عالية الجودة ذات القيمة الفنية الواسعة” إلى النهائي. ومع ذلك، لا توجد أمثلة واضحة على أغاني رائعة فشلت مؤخراً في التأهل من الدور نصف النهائي.

بالإضافة إلى ذلك، تم تخفيض عدد الأصوات التي يمكن للجمهور الإدلاء بها. حيث أصبح الحد الأقصى عشرة أصوات لكل طريقة دفع (عبر الإنترنت، الرسائل النصية القصيرة، والمكالمات الهاتفية) بدلاً من 20 صوتاً سابقاً. ويهدف هذا الإجراء إلى تشجيع الجماهير “بشكل فعال” على “توزيع دعمهم على عدة مشاركات”. كما سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية ضد محاولات الغش والتواطؤ في التصويت.

من جانبها، انتقدت محطة Avrotros الهولندية القرار قائلة: “لقد أقر اتحاد البث الأوروبي بالخلافات السياسية التي حدثت خلال الدورة الماضية، وأعلن عن إجراءات إضافية لمنع تكرارها. لكن هذه الإجراءات لا تلغي ما حدث خلال مسابقة الأغنية الأوروبية الماضية”.

رحب Michael Ludwig، عمدة فيينا والمدينة التي ستستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية (ESC)، صراحةً بالقرار الأخير المتعلق بمشاركة إسرائيل في المسابقة، مؤكداً أن العاصمة النمساوية بدأت بالفعل بالتحضيرات، وأن المدينة ستضمن شعور جميع الزوار القادمين من شتى أنحاء العالم بالراحة والأمان.

وفي تعليقه على القرار الذي رحب به “صراحةً”، قال Michael Ludwig: “لم يعد هناك ما يعيق نجاح مسابقة الأغنية الأوروبية (ESC) من وجهة نظري الآن. ستثبت فيينا مجدداً أنها مضيف رائع للأشخاص من جميع أنحاء العالم، يشعر فيه الجميع بالراحة والأمان”.

انطلاق البحث عن شركاء في العاصمة الاتحادية

في غضون ذلك، بدأت بالفعل في العاصمة عملية البحث عن شركاء للبرنامج المرافق لمسابقة الأغنية الأوروبية (ESC). ويجري حالياً البحث عن شركات ترغب في المساهمة والمشاركة في هذا الحدث الضخم.

وقد أُتيحت الفرصة أمام الشركات المهتمة لتقديم طلباتها عبر الإنترنت للمشاركة في البرنامج حتى تاريخ 31 يناير (Jänner).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى