وفاة رجل مجهول في حريق بناء بحي Hernals بفيينا يؤوي لاجئين وسط شبهة “حريق متعمد” وسوريون يبحثون عن مفقود
تكتنف قضية وفاة رجل عُثر عليه متوفياً بعد حريق ليلي مروّع في حي Hernals بـ فيينا، الغموض لدى الشرطة. يضم المنزل المتهالك في المقام الأول رجالاً من اللاجئين، وتجري التحقيقات حالياً على قدم وساق بعد سلسلة من حوادث إشعال النيران في الحي، بحسب صحيفة krone النمساوية.
يشير أحمد (23 عاماً) إلى نوافذ الطابق الأول في منزل احترق بالكامل في Bergsteiggasse بحي Hernals، قائلاً: “هنا أعيش”. وصل الشاب السوري إلى فيينا قبل عام، ويعمل في أحد الأكشاك في Naschmarkt ويتعلّم اللغة الألمانية بجدّ. يسكن أحمد في شقة مشتركة مع خمسة رجال ويدفع إيجاراً شهرياً قدره 250 يورو. ويضيف الشاب البالغ من العمر 23 عاماً: “اتصل بي جار في المساء وأبلغني أن هناك حريقاً في الطابق الأرضي”. بعد ذلك، تسارعت الأحداث بشكل كبير.
يُقيم في المبنى المتهالك، الذي تظهر عليه رسومات “غزة” الجرافيتية، رجالٌ لاجئون في المقام الأول. وكما ورد في التقارير، اندلع الحريق فجأة مساء يوم الإثنين، وكان مصدر النيران يقع مباشرة خلف الباب الأمامي للمدخل.
إجلاء 18 مقيماً وعثور على جثة مجهولة
تم إجلاء أحمد وبقية المقيمين من قبل رجال الإطفاء إلى الخارج. وأصيب رجل يبلغ من العمر 49 عاماً بجروح خطيرة، بينما تمكّن أحد المقيمين من النجاة بنفسه بالقفز من النافذة. بالمجمل، تلقت فرق الإسعاف الرعاية لـ 18 شخصاً. وأثناء أعمال الإطفاء، عثر رجال الإطفاء (Floriani) على جثة رجل متوفى في الدرج، لم يتم تحديد هويته بعد.
ويفترض المحققون أن الحريق كان متعمداً. ففي الأيام التي سبقت الحادث، وقعت حرائق أصغر في سلالم المباني في الحي ذاته نتيجة إشعال النيران في سلال المهملات. وتحدّث شهود عيان عن وجود شابين إلى ثلاثة شبان كانوا يتسكّعون في المكان. لا يعرف أحمد متى سيتمكن من العودة إلى شقته، وفي الوقت الحالي، يؤمن له صديق مأوى.
مأوى بديل كانت تفوح منه رائحة “الحشيش”
أفاد الشاب السوري بأنه على الرغم من أن خدمات الطوارئ أحالته إلى عنوان في Sautergasse، إلا أنه “كانت تنبعث منه رائحة قوية للحشيش، فعدت أدراجي”. ويُشار إلى أن العنوان المُحال إليه هو مركز ليلي للمشردين.
في سياق متصل، وفي ظل الغموض الذي يحيط بهوية المتوفى، تزايدت استفسارات أفراد من عائلات المقيمين في المبنى المنكوب. فقد وردت نداءات استغاثة الى INFOGRAT، للاستعلام عن مصير مقيمين من نفس الفئة العمرية للضحية، حيث أكد مقربون للشخص المفقود أنهم توجهوا إلى الشرطة لكنهم لم يحصلوا على معلومات شافية بعد. ويأتي ذلك في ظل حرص هذه العائلات على الاطمئنان على ذويها وإبلاغهم في بلدانهم الأصلية، خاصة مع ورود اسم منيف محمد الجيرود (مواليد 1/1/1978، من محافظة درعا – بلدة غباغب) ضمن أسماء الأشخاص الذين تم الاستفسار عنهم بشكل خاص لمعرفة وضعه الصحي ومكان وجوده.



