18 شهرًا مع وقف التنفيذ لشاب نمساوي مجّد تنظيم “داعش” عبر الإنترنت
أدين شاب يبلغ 19 عامًا في فيينا يوم الثلاثاء بالسجن 18 شهرًا مع وقف التنفيذ، بعد أن ثبت قيامه بنشر أفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عبر الإنترنت، فيما برأته المحكمة من تهمة إعادة تفعيل الفكر النازي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
صدر الحكم بحق الشاب البالغ من العمر 19 عامًا، بعد أن وُجهت إليه تهم تتعلق بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، والانخراط في منظمة إجرامية، بالإضافة إلى تهمة إعادة تفعيل الفكر النازي. وقد اعترف المتهم بالأفعال المنسوبة إليه، إلا أنه أصر على براءته معتبرًا نفسه “بريئًا”. وقررت المحكمة وقف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات كفترة اختبار. ويُعد الحكم غير نهائي، إذ طلب الشاب مهلة للتفكير في قرار الاستئناف، فيما وافق الادعاء العام على الحكم.
بحسب ما ورد في ملف القضية، قام المتهم في العام الماضي بنشر ثلاثة مقاطع فيديو وأربعة صور عبر حسابه على Instagram وتطبيق WhatsApp، عبّر من خلالها عن قربه من تنظيم IS. وظهر في هذه المنشورات وهو يؤدي حركة الإصبع الواحدة (Tawhid-Finger-Geste)، وهي الإشارة المعروفة برفع السبابة اليمنى، والتي تم تبنيها من قبل الجماعات السلفية والإسلامية المتطرفة كعلامة مميزة. كما أرفق منشوراته بأناشيد دعائية تمجد “الجهاد”، تعود أصولها إلى الوسائط الإعلامية لتنظيم IS.
الادعاء: “الأمر ليس جنحة بسيطة”
قال ممثل الادعاء العام إن المتهم “أراد أن يظهر كمقاتل في صفوف تنظيم IS”، مؤكدًا أن الأمر “لا يتعلق بجنحة بسيطة، بل بجرائم خطيرة يجب أخذها على محمل الجد”، حيث تُستخدم هذه الأنواع من الدعاية لاستقطاب وتجنيد عناصر جدد لصالح التنظيم. من جهته، نفى المتهم ومحاميه Martin Fürthaler وجود نية إجرامية، مشيرين إلى أن سلوك الشاب لم يكن يهدف إلى الانخراط الفعلي في أنشطة إرهابية أو دعم أهداف تنظيم IS.
وشرح الشاب أمام هيئة المحلفين أنه تم تسريحه من الجيش النمساوي بسبب مشاكل صحية خلال تأديته الخدمة الإلزامية، وأضاف أن انفصال صديقته عنه في الفترة نفسها أدّى إلى “انحداره”، بحسب تعبيره. وأوضح أنه كوّن صداقات جديدة معظمها من المسلمين، وأنه أراد أن “ينتمي” إليهم، ولذلك قرر اعتناق الإسلام ونشر المواد المصورة موضوع القضية.
المحكمة تبرئه من التهمة المتعلقة بالفكر النازي
ابتداءً من نهاية يناير 2025، تخلّى المتهم فيما يبدو عن دعمه لتنظيم IS، لكنه نشر لاحقًا 15 رسالة وملفًا مصورًا اعتبرها الادعاء العام تندرج تحت بند إعادة تفعيل الفكر النازي، وذلك لترويجها لأفكار Adolf Hitler وتمجيد كتابه “Mein Kampf”. إلا أن هيئة المحلفين لم تقتنع بهذا التوصيف، وأصدرت حكمًا ببراءته من هذه التهمة.
رغم أن التهم المتعلقة بالانتماء إلى تنظيم إرهابي قد تُعرّض صاحبها لعقوبة سجن تتراوح بين سنة وعشر سنوات، إلا أن المحكمة اكتفت بالحكم على الشاب بالسجن لمدة 18 شهرًا مع وقف التنفيذ. وقد أُخذت في الاعتبار سوابقه العدلية النقية، حيث لم يكن قد أُدين مسبقًا بأي جريمة، وهو ما ساهم في تخفيف الحكم، كما جاء في حيثيات القرار القضائي. ويؤدي الشاب منذ مارس الماضي ما تبقى من خدمته العسكرية بعد تعافيه الصحي.



