وصف المدون

اليوم


الطائرة الألمانية المتجهة إلى كابول، حملت على متنها 44 رجلا من طالبي اللجوء المرفوضين، وبهذا يرتفع مجمل المرحلين الأفغان إلى 800 خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن جميع المرحلين من الرجال كانوا من البالغين، ومن بينهم 27 شخصًا ارتكبوا جرائم، بعضها خطيرا، وكانوا يعيشون في مواقع مختلفة في جميع أنحاء ألمانيا.

ولم تقّل الطائرة التي أقلعت من ميونخ جميع المرحلين المدرجة أسمائهم، إذ تمكن بعضهم من الهرب والاختفاء، في حين أخرت إجراءات قانونية ترحيل بعضهم الآخر. كما أوضح شتيفان دونفالد، من مجلس اللاجئين البافاري ، لموقع مهاجر نيوز. وأكد "أن البحث ما زال مستمرا عن اثنين على الأقل من هؤلاء الهاربين".

وتعيد ألمانيا الأشخاص قسراً إلى أفغانستان منذ نهاية عام 2016. في حين أن بعض الدول الأوروبية الأخرى تقوم بترحيل أولئك الذين أدينوا بارتكاب جرائم خطيرة فقط. إلا أنه لا توجد مثل هذه القيود في ولاية بافاريا، حيث يواجه جميع الرجال الأفغان تقريبا الترحيل بمجرد رفض طلب اللجوء.

العودة إلى كابول

حتى قبل بضعة أشهر، كان يتم إيواء العائدين الأفغان الذين يصلون إلى كابول في فندق تديره منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، بيد أن هذا لم يعد هو الحال الآن، حيث يحصل المرحلون على حوالي 130 يورو ويتم ترك الخيار لهم لاختيار مكان إقامتهم. ويوضح دونفالد أن الأمر متروك لأفراد الأسرة والمتطوعين والمجموعات غير الربحية للتأكد من عدم نوم اللاجئين المرفوضين في الشوارع.

وقبل أيام، كانت منظمة تقديم المشورة والدعم للمهاجرين الأفغان (AMASO) تستعد لوصول المرحلين إليها. حيث كانت المنظمة على اتصال مع بعض الذين تم ترحيلهم، وزودتهم بالمأوى المؤقت والمشورة المباشرة والدعم النفسي، كما أعلنت المنظمة على صفحتها على موقع فيسبوك.

لحظات قبل صعود لاجئين أفغان إلى متن الطائرة.

استمرار العنف

لا تزال عمليات الترحيل هذه تثير الجدل داخل ألمانيا، وذلك بسبب الوضع الأمني ​​في أفغانستان والصراع المتفاقم بين الحكومة وحركة طالبان وأيضا تنظيم "داعش". يقول المنتقدون إن البلاد ما تزال خطرة جدا، لإعادة اللاجئين المرفوضين إليها. وتحتل أفغانستان مرتبة متقدمة جدا بين الدول الأكثر عنفا في العالم في مؤشر السلام العالمي لعام 2019. ووفقا للأمم المتحدة، قتل أكثر من 1350 مدنيا في النصف الأول من هذا العام. وبالتزامن مع وصول الطائرة التي تقل المرحلين إلى أفغانستان، قتل ستة عمال إغاثة في كمين في شرق أفغانستان.

يواصل الناشطون في ألمانيا معارضة عمليات الترحيل. وكانت هناك احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في ولاية ساكسونيا، حيث كان يقيم هناك بعض المرحلين الأفغان. ويقول فلو ليند، ناشط من لايبزيغ: "نحن نعارض بشدة هذه الممارسة اللاإنسانية". ويتابع: "الحكومة الألمانية والمسؤولون يقومون بترحيل الناس، بالرغم من معرفتهم أن أفغانستان ليست مكانا آمنا".

من جهتها دعت منظمة برو أزويل، وزراء داخلية ألمانيا إلى وقف عمليات الترحيل إلى أفغانستان، مؤكدة أن الذين تم ترحيلهم من أوروبا إلى أفغانستان يواجهون العديد من المخاطر".

مخاطر العودة

إذ يواجه الذين عادوا إلى أفغانستان خطر العنف الموجه إليهم أو إلى عائلاتهم، وذلك حسب دراسة أجرتها الخبيرة الألمانية فريدريكة شاتلمان. حيث أكد حوالي 10 بالمئة من الذين تم ترحيلهم بين نهاية عام 2016 وأبريل/ نيسان من هذا العام 2019، والبالغ عددهم 55 شخصا، أنهم تعرضوا للعنف المستهدف بعد عودتهم إلى أفغانستان.

في بعض الحالات، تعرض هؤلاء للهجوم من قبل طالبان لمجرد أنهم كانوا في أوروبا. في حين واجه آخرون الرفض من قبل عائلاتهم، الذين ألقوا باللوم عليهم في الترحيل لأنهم خالفوا القانون في ألمانيا وعرضوا بذلك عائلاتهم في أفغانستان للخطر جراء ترحيلهم.

شخص واحد فقط أجاب على الاستطلاع الألماني بأنه يريد البقاء في أفغانستان. وبحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول، كان نصف المستطلعة أراؤهم، قد فروا من أفغانستان بالفعل، على أمل العودة إلى ألمانيا.

العودة إلى أوروبا

ويقول شتيفان دونفالد: "في بعض الحالات، لا يملك الناس ما يكفي من المال للمغادرة مرة أخرى على الفور، والعديد من أولئك الذين يريدون العودة إلى أوروبا، يغادرون أولا إلى إيران أو تركيا في غضون أسابيع قليلة من عودتهم إلى أفغانستان."

وكان أحد المرحلين قد توجه بالسؤال من أثينا إلى مجلس اللاجئين البافاري للسؤال عما إذا كانت العودة إلى ألمانيا أو النمسا فكرة جيدة؟" لكن سياسات اللجوء في النمسا وألمانيا مقيدة ومتشددة نسبياً، مما يجعل فرنسا وجهة أفضل، وفقًا لدونفالد الذي يوضح. "في يوليو/ تموز، قابلت شخصين في باريس تم ترحيلهما إلى أفغانستان - أحدهما من بافاريا والآخر من النمسا، وعادا مرة أخرى إلى أوروبا، بيد أنهما قررا الذهاب هذه المرة إلى فرنسا".

وبحسب دونفالد فإن ارتفاع معدل عمليات الترحيل إلى أفغانستان من ألمانيا، وخاصة من ولاية بافاريا، أجبر أعدادا كبيرة من الأفغان على الاختفاء أو الفرار إلى مناطق أكثر ترحيبا في أوروبا، ولا سيما فرنسا. ويوضح: "مقابل كل أفغاني يتم ترحيله من بافاريا إلى أفغانستان، هناك أربعة أو خمسة أو أكثر يغادرون بافاريا ويهربون إلى مكان آخر".

وبهذه الطريقة، تساهم الحكومة الألمانية أيضا في مشكلة "الهجرة الثانوية"، والتي اشتكت منها هي نفسها كثيرا، وفقًا لدونفالد، ويقول "في الواقع، يجب أن تدفع بافاريا بالفعل تكاليف الإقامة لطالبي اللجوء في فرنسا".



مهاجرنيوز
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button