وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
لن تشهد إيجارات المباني البلدية في فيينا أي زيادات خلال العام الحالي والعام القادم، مما يؤثر إيجابيًا على حوالي ربع سكان المدينة، المستأجرون في هذه المباني، وعلى الرغم من مشاكل متكررة في الفقر، يحملون أعباء إيجار أقل من غيرهم.

ORF

وحسب ORF،
تعتبر المباني البلدية في فيينا مكانًا للإقامة ذات تكلفة منخفضة وجودة عالية لشرائح واسعة من المجتمع، ومنذ أكثر من قرن، كانت تلك الإقامة متاحة في المدينة، لكن من هم السكان الذين يعيشون هناك بالضبط؟ يشير السوسيولوجي كريستوف رينبريخت من جامعة فيينا إلى التحدي في فهم الهوية الاجتماعية في المباني البلدية الهائلة والمتنوعة جدًا، حيث تضم حوالي 220,000 شقة ونحو 500,000 شخص.

وتُظهر البيانات الإحصائية من مكتب الإحصاء النمساوي أن حوالي 36% من سكان المباني البلدية يعيشون بدخل منخفض، أقل من 60% من الدخل الوسط، وفي هذا السياق، قام عمدة فيينا، ميخائيل لودفيغ من الحزب الاشتراكي، بتجميد زيادة إيجار المباني البلدية لمدة عامين، كخطوة تُعتبر إيجابية من وجهة نظر السوسيولوجي.

وأشار الباحث الاقتصادي والسياسي فيكتور شتاينر من جامعة برلين الحرة، إلى تفاوتات في مستويات الإيجار، حيث ينخفض العبء الإيجاري في المباني البلدية كلما ارتفع الدخل، ويرى أن هذا الوضع يُعتبر تحديًا بسبب امتداده الواسع، ويُشير شتاينر إلى ضرورة التركيز على المستأجرين عمومًا، سواء في المباني البلدية أو في الإسكان الخاص، خاصةً في الطبقة الدخينة.

وتظهر الإحصائيات سببين رئيسيين للعبء الإيجاري المنخفض، الأسعار الإيجارية للمتر المربع في المباني البلدية هي 7.60 يورو، وهو أكثر من ثلاثة يورو منخفضة مقارنة بالسوق الخاص، ويتميز المستأجرون في تلك الشقق بالاستمرارية في الإقامة لفترات طويلة فوق المتوسط، مما يعتبره شتاينر مشكلة بسبب نطاق تأثيره الواسع.

المستأجرون الجدد ينتقلون إلى تلك الشقق في سن مبكرة وبدخل منخفض ولكن يظلون هناك لفترات طويلة. ويظهر أن 19% منهم يزيد عمرهم عن 30 عامًا في نفس عقد الإيجار، بينما يعيش فقط 9% لأقل من عامين، وهناك فارق واضح بالمقارنة مع الإيجارات الخاصة، حيث يعيش ما يقرب من ثلث المستأجرين لأقل من عامين في تلك الشقق.

وتختلف الفروقات هذه بحسب فترات السكن، ويوضح رينبريخت ذلك بمثال من حي ألبن هانسون، حيث يلاحظ تغييرات في الهيكل الاجتماعي نتيجة للسكن الجديد الذي يدخل إليه، ويُعتبر ذلك مؤشرًا على التباين في البنية الاجتماعية والاقتصادية لسكان المباني البلدية.

وفيما يتعلق بالتعليم، يتجه أطفال المباني البلدية عادةً نحو مسار تعليمي مختلف، حيث يمتلك 30% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن 16 حدًا تعليميًا أدنى، وأكثر من 40% حاصلون على تأهيل مهني، وهذا الوضع يعكس تنوع الخلفيات الاجتماعية للسكان في هذه المباني.

بالنسبة لأعلى مستوى تعليمي، يملك سكان المباني البلدية نسبة منخفضة مقارنة بغيرهم في الإقامات الأخرى، حيث يظهر أن حوالي 29.7% حاصلون على أعلى مستوى تعليمي، وهذه الفروقات تتضح بشكل كبير بناءً على نوع الإقامة، ويظهر الرسم البياني اختلافات واضحة في الحصول على المؤهلات التعليمية بين سكان المباني البلدية والمستأجرين في الإقامات الأخرى.

وتوضح الإحصائيات أيضًا أن حوالي 65% من سكان المباني البلدية هم مواطنون نمساويون، وهو رقم أعلى قليلاً مقارنة بالسوق الخاص بالإيجار. وهذا يعود جزئيًا لقواعد التخصيص التي تتطلب عنوانًا في فيينا لمدة لا تقل عن عامين عند الانتقال إلى تلك الشقق.

ويُشير السوسيولوجي إلى أن هذه القواعد تؤثر بشكل كبير على الأشخاص الذين يقضون فترات قصيرة في المدينة، وهو أمر يُعتبر تحديًا للشباب الذين ينتقلون إلى فيينا.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button