وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
تعزز الحملة الجديدة لحزب الشعب المعروفة باسم "الثقافة القيادية" من أجواء التوتر حيث تتخذ المواضيع التركوازية لهجة حادة، حيث، في حدث آخر يوم الخميس، دعت وزيرة الاندماج التركوازية، سوزان راب، الخبراء لمناقشة كيف يمكن للتوافق الاجتماعي المشترك أن يسهم في تحسين الحياة المشتركة في النمسا، وفي يوم الجمعة، أعلنت عن دراسة جديدة حول هذا الموضوع، ورغم أن الوزيرة أشارت إلى أن التعايش بين الثقافات المختلفة قد يكون مفيدًا بناءً على مبادئ إيجابية، إلا أن الحملة الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر أقل تفصيلًا.

derstandard

وحسب مقال نشرته صحيفة derstandard،
تحمل الحملة شعار "التقليد بدلاً من التعددية الثقافية"، وبرر حزب الشعب هذا التغيير بأن الثقافة تنبع من الأفراد الذين يمارسونها، مما يجعلها "ثقافة للشعب" بالضبط، ويُطالب مؤيدو هذه الفكرة بمشاركة المواضيع الجديدة للحزب، التي تروج لفكرة "الاندماج من خلال التكيف" و "المساواة بين الجنسين" و "التقاليد والعادات" و "حرية التعبير والديمقراطية"، مع تسليط الضوء على أهمية هذه القيم لـ"الثقافة القيادية" وبالرغم من أن هذا الشعار يظهر استبعاد الحزب لفكرة التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة، إلا أن توجيه الحملة للجمهور الريفي والمحافظ يثير مخاوف الباحثين في مجال الاتصالات والحملات الترويجية، الذين يرون في ذلك تجاهلاً للفئات الحضرية والليبرالية.

وتُعتبر خطوة الحزب هذه محاولة للتعبير عن التوجهات الثقافية والسياسية لقاعدته الداعمة، إلا أنها تثير استياءً لدى بعض الجهات. 

لور هايك، خبيرة في العلوم السياسية، ترى في توجيه الحملة استراتيجية محدودة تستهدف فئة معينة من الناخبين بتجاهل الآخرين، مما يقوض أساس النقاش العام حول القيم الاجتماعية، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر العبارة "هذا هو لتقليد الثقافة" منحازة وغير فعالة من الناحية الإعلانية، حسب هايك، حيث يجب على الشعارات الإعلانية أن تكون مفهومة وتشجع على التفاعل بدلاً من ترك الجمهور في حالة من الارتباك.

بجانب ذلك، تتباعد بعض الجهات المجتمعية عن هذه الحملة، حيث يعرب اتحاد موسيقى النفخ النمساوية عن استيائه من مفهوم "الثقافة القيادية"، ويعتبره مفهومًا غير واضح، ومايكل كولماير، كاتب وروائي، يصف "الثقافة القيادية" بأنها مفهوم غير منطقي، مشيرًا إلى أنه لا يُريد أن يُوجه في تصوره الثقافي، معتبرًا أن الحملة تستغل المشاعر السلبية لدى الجمهور لتقليدها لحزب الحرية.

في تطور لافت، قام حزب الشعب بإزالة إعلان "التقليد بدلاً من التعددية" من موقعه الرسمي، واستبدال "الثقافة القيادية" بشكلها الأصلي، في خطوة قد تكون تعبيرًا عن تراجع الحزب عن التوجهات السابقة.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button