وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
يتوجه أكثر من ستة ملايين ناخب نمساوي في التاسع من شهر يونيو الجاري إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان الأوروبي الجديد وسط مخاوف كبيرة من تصاعد شعبية حزب الأحرار اليميني المتطرف.

Heute

ويسعى حزب الأحرار المعارض بقيادة زعيمه هربرت كيكل للاستفادة من النقمة الشعبية ضد أحزاب الحكومة لنشر أفكاره العنصرية وللمناداة ب "أمم أوروبا" التي تختلف عن أوروبا المندمجة أي أن قوانين ومصالح كل أمة في اتحاد الأمم الأوروبية لها الأولوية على الاتحاد الأوروبي بما يتعارض مع فكرة "الانصهار في الاتحاد الأوروبي". وتحتل ظاهرة الهجرة غير الشرعية الأولوية في اجندة هذا الحزب المتطرف اضافة الى غلاء المعيشة وتضخم أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.

وقد عملت أحزاب اليمين في البلاد المعروفة بقربها من روسيا على استغلال الوضع الاقتصادي الصعب وما يعانيه المواطن النمساوي من غلاء المعيشة الذي ارتفعت حدته منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وما نجم عنها من عقوبات اقتصادية على روسيا انعكست آثارها السلبية بشكل واضح على حياة المواطن النمساوي من خلال ارتفاع أسعار الطاقة.

وحسب استطلاع المعهد الأوروبي للاحصاء (أوروبا روميتر) فإن الأحزاب اليمينية ستكسب بين 20 و30 في المئة من مقاعد البرلمان الأوروبي في الانتخابات.

ويتوقع ان تتراجع نسبة المشاركة في الانتخابات حسب المعهد إلى 50 في المئة بعدما وصلت الى 72 في المئة في 1995 أي عندما انضمت النمسا الى الاتحاد الأوروبي. 

ومن العوامل التي أثرت بشكل ملحوظ في آراء ومواقف النمساويين ازدواجية المعايير التي يتبعها قادة الاتحاد الأوروبي إزاء القضايا الإنسانية كما هي الحال في غزة التي تعاطف معها الشعب النمساوي بشكل واسع وانتقد العديد منهم المواقف "المخزية" لبعض مسؤوليهم من الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني مقارنة بموقف بلادهم من الحرب في أوكرانيا. 

وقد تعالت الأصوات الشعبية في النمسا منددة بالحكومة الائتلافية التي فضلت الوقوف كباقي قادة الاتحاد الأوروبي إلى جانب المعتدي لتسقط بذلك مقولة "الحياد الإيجابي" للنمسا التي جعلها البرلمان النمساوي محور سياسته الخارجية ورسخها في الدستور منذ عام 1955. 

وتكتسب مشاركة النمسا في الانتخابات الأوروبية 2024 رمزية خاصة إذ إنها ستكون المشاركة السابعة من نوعها منذ التحاق النمسا بعضوية الاتحاد الأوروبي في شهر يناير 1995.

ويمثل النمسا حاليا في البرلمان الأوروبي 19 نائبا يتوزعون على الشكل التالي: حزب الشعب المحافظ الحاكم (7 نواب) والحزب الاشتراكي المعارض (5 نواب) وحزب الخضر المتحالف في الحكم مع حزب الشعب (3 نواب) وحزب الأحرار اليميني المتطرف (3 نواب) وحزب الليبراليين الجدد (نائب واحد).

وينتظر ان يرتفع عدد النواب النمساويين في البرلمان الأوروبي إلى 20 نائبا في الانتخابات القادمة وسيدخل الحزب الشيوعي النمساوي لأول مرة في المعركة الانتخابية وقد يفوز بمقعد واحد يتوقع أن يسلبه من الليبراليين الجدد.

أما بالنسبة للتيار المدافع عن فكرة أوروبا الموحدة والمتمسك بالقيم الأوروبية فقد ركز بشكل جوهري في حملاته على تحذير المواطنين من مغبة التصويت لليمين المتطرف باعتباره يمثل وحسبما يقولون تهديدا للقيم الديمقراطية.

ويقود طليعة الداعمين للمسار الأوروبي في النمسا الرئيس النمساوي نفسه ألكسندر فان دير بيلين وعدد من السياسيين المخضرمين البارزين بينهم المستشار الاشتراكي السابق فرانتس فرانتسكي ورئيس حزب الشعب المحافظ السابق المستشار فولفجانج شوسل.

ويبلغ عدد نواب البرلمان الأوروبي حاليا 705 نواب يتوزعون بالتناسب حسب عدد سكان الدول الاعضاء وبالتالي فالدول الاكثر سكانا تكون ممثلة بأكبر عدد من النواب مثل ألمانيا (96 نائبا) وفرنسا (79 نائبا) وإيطاليا (76) وإسبانيا (59) وبولندا (52) فيما الدول الصغيرة مثل مالطا ولكسمبورغ وقبرص يمثلها 6 نواب أي واحد في المئة من العدد الإجمالي لنواب البرلمان فيما يمثل إستونيا 7 نواب وسلوفينيا 8 نواب.

أما النمسا فسيكون لها في الانتخابات 20 مقعدا بدلا من 19 كما هي الحال في الدورة الحالية.

كونا

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button