47% من النمساويين يشترون السلع المستعملة والشباب في الصدارة
فيينا – INFOGRAT:
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة لينز أن شراء السلع المستعملة أصبح شائعًا في النمسا، حيث أقدم ما يقرب من نصف السكان على اقتناء منتجات مستعملة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وذلك لأسباب تتعلق بالسعر، والاستدامة، ونمط الحياة، والبحث عن قطع نادرة، خاصة بين الشباب.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، كشفت تحليل صادر عن معهد التجارة والتسويق (IHaM) التابع لجامعة يوهانس كيبلر في مدينة Linz أن 47% من النمساويين والنمساويات اشتروا سلعًا مستعملة خلال الفترة من مايو 2024 إلى أبريل 2025، باستثناء المركبات العتيقة والأثرية (Kfz und Antiquitäten). وبيّنت الدراسة، التي أُجريت عبر استبيان شمل أكثر من ألف شخص في أبريل ومايو، أن الإقبال على السلع المستعملة يرتفع بوضوح لدى الفئات الأصغر سنًا.
وأظهرت النتائج أن جيل “Z” (من هم دون سن الثلاثين) كانوا الأكثر نشاطًا في سوق السلع المستعملة بنسبة بلغت 62%، في حين اقتصرت النسبة بين جيل “Babyboomer” (المولودين قبل عام 1965) على الثلث فقط. أما الجيل “X” (من 45 إلى 60 عامًا) والجيل “Y” (أقل من 45 عامًا) فتوزعت دوافهم بين البحث عن العلامات التجارية بأسعار أقل، أو تبنّي نمط استهلاك يعكس شخصية مستقلة وواعية.
الإنترنت في الصدارة… والملابس والكتب الأكثر طلبًا
بحسب الدراسة، يتم الشراء في المقام الأول عبر الإنترنت، ثم من خلال محال السلع المستعملة، تليها أسواق السلع المستعملة (Flohmärkte). وتصدرت الملابس قائمة المنتجات المشتراة، تليها الكتب، ثم الأثاث ومنتجات الحدائق. وذكر معهد IHaM أن واحدًا من كل عشرة أشخاص بحث عن أجهزة كمبيوتر أو هواتف نقالة مستعملة.
وفي المتوسط، ينفق الفرد في النمسا حوالي 300 يورو سنويًا على السلع المستعملة. وقدّر المعهد القيمة الإجمالية لهذا السوق بحوالي 950 مليون يورو في الفترة المشمولة بالدراسة، أي ما يعادل 1% فقط من إجمالي الإنفاق في تجارة التجزئة في النمسا، مما يضع البلاد في المرتبة المتوسطة أوروبيًا من حيث الإقبال على هذا النوع من التسوق.
لا تنازل بل موقف: المستعمل كخيار واعٍ
علق البروفيسور Christoph Teller، أستاذ التسويق في جامعة Linz، على نتائج الدراسة بالقول: «الشراء من السوق المستعملة لم يعد حلًا وسطًا، بل أصبح قرارًا واعيًا يتسم بالأناقة، والموقف، ومتعة التجربة».
وأضاف أن العديد من الأشخاص يجدون قيمة إضافية في «القصة التي تحملها كل قطعة»، وأن من يشتري السلع المستعملة يشعر غالبًا «ليس فقط بأنه أكثر ذكاء، بل بأنه يتصرف وفقًا لمبادئ الاستدامة والصورة الذاتية الإيجابية».



