شبكة 5G في النمسا – التكنولوجيا الجديدة الخطيرة للغاية!

INFOGRAT – فيينا:
ذكرت صحيفة “Heute” أن النمسا تسعى لتحقيق الانتقال إلى الجيل الخامس من تقنية الاتصالات المتنقلة، وهو ما يشير إلى الوريث المباشر لتقنية 4G الحالية والتي تم إطلاقها في النمسا على مرحلتين من التوسع، وبدأ الأول في عام 2019، وستتيح هذه التقنية إمكانيات جديدة مثل ارتفاع سرعة الإنترنت المتنقل وحجم البيانات وسعة الشبكة وزمن الاستجابة الأسرع.
![]() |
| telekom |
ومع ذلك، يمكن أن يزيد استخدام تقنية 5G من التعرض للإشعاع والمخاطر الصحية، نظرًا لأنها تعمل على ترددات أعلى وتتطلب المزيد من الأعمدة الراديوية لتغطية نفس المنطقة، لذلك، يتطلب ذلك دراسة مستفيضة لآثار هذه التقنية على الصحة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المحتملة.
يعتبر إشعاع الهاتف الخليوي إشعاعًا كهرومغناطيسيًا عالي التردد، وعلى الرغم من أنه يخترق الجسم ويزعج بعض الأشخاص، إلا أنه لا يحمل كافة الأضرار التي تحملها الأشعة السينية والنشاط الإشعاعي، فالطاقة المنبعثة منه ليست كافية لإتلاف الحمض النووي لخلايانا بشكل مباشر.
تختلف قدرة الاختراق عندما يتعلق الأمر بترددات مختلفة، فكلما انخفض التردد، كلما تعمقت الأشعة في الجسم، وعلى سبيل المثال، يمكن لإشعاع التردد الأقل من غيغاهرتز أن يخترق الجسم بضعة سنتيمترات فقط، بينما يمكن لإشعاع 5G الجديد، الذي يعتمد على ترددات أعلى، أن يخترق الجسم بعمق أقل.
تتراوح ترددات 5G الحالية بين 600 ميجاهرتز و3.4-3.5 جيجاهرتز، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الترددات في المرحلة الثانية من تطوير التقنية إلى 24-27 جيجاهرتز وربما أكثر، وهذا سيسمح بنقل كميات كبيرة من البيانات بسرعة أكبر.
يقول الطبيب هانز بيتر هوتر: “هناك فجوات كبيرة في المعرفة حول تأثيرات الموجات المليمترية المستخدمة في الجيل الخامس” في عام 2018، دعا هوتر إلى ما يسمى بـ”تقييم التكنولوجيا”، وليس فقط من حيث تأثير الإشعاع على الجسم، ولكن من حيث تأثيره على المستوى المجتمعي والاجتماعي، وماذا تفعل التكنولوجيا الذكية لعالم العمل لدينا؟ وكيف تؤثر على نفسياتنا؟
منذ اختراع الهواتف المحمولة والهواتف الذكية، كانت هناك نقاشات حول تأثير إشعاع الهاتف المحمول على صحة الناس، ومع 5G، أصبح السؤال أكثر أهمية من أي وقت مضى، والعديد من الأقاويل تتحدث عن ارتباط 5G بالسرطان والعقم وغيرها من الأمراض – هل هذا الادعاء صحيح؟
لا يزال الوضع غير واضح، ففي عام 2011، صنفت وكالة الأبحاث الدولية عن السرطان (IARC)، وهي منظمة تابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، إشعاع الهاتف المحمول على أنه مادة مسرطنة محتملة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا النوع من الإشعاع يسبب السرطان، وعلى الرغم من أنه يمكن للمرء أن يعتمد على الخبرة المكتسبة من التقنيات السابقة، إلا أنه لا يمكن مقارنة تقنية جديدة بنسبة 100٪ بتقنية قديمة، وفقًا للخبير.
ويوضح الدكتور هانز بيتر هوتر: “هذا لا يعني أن كل شخص سيصاب بورم في المخ، ولكن من وجهة نظر علمية، يجب توخي الحذر”، ويضيف: “لا يمكنك اختيار تقنية جديدة وتجاهل الجوانب السلبية، ومن كان يمكن أن يتنبأ بالتأثير الذي ستحدثه الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي علينا قبل 20 عامًا؟ نحن الآن نتعامل مع العواقب”.
ويشير الخبير إلى أن تقنية الجيل الخامس (5G) ستؤدي إلى تفاقم العواقب السلبية للاستخدام الإشكالي، مثل الإدمان على الهواتف المحمولة والألعاب والمشاكل الجسدية والنفسية المرتبطة بها، ويتنبأ هوتر قائلاً: “لم تكن جائحة الكورونا سوى مقدمة صغيرة لما ينتظرنا في ذلك الوقت”.
يتوجب علينا أخذ تأثيرات 5G على المجتمع على محمل الجد، فتقليل تأثيراته الإشعاعية ليس كافياً، وعليه، يجب توعية الناس بتقنيات جديدة والتحضير لها بالطريقة الصحيحة، واتخاذ التدابير المناسبة للتعامل مع العواقب الناتجة منها.
ومن الضروري أن نتعامل مع هذه التقنيات بحذر، فلن يكون بمقدورنا التراجع بعد تشغيلها، ولا يكفي مجرد المشاهدة، فنحن مسؤولون عن مستقبلنا ومجتمعنا ولا يمكننا تجاهل آثار هذه التقنيات الجديدة.
ويجب على السياسيين اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لحماية المجتمع، حتى لا نكون متخلفين عندما يصبح الأمر متأخرًا، فمن المهم عدم القيام بأي شيء يعتبر إدانة لمجتمعنا الذي شهد العديد من التقنيات وآثارها السلبية، لذا، يجب علينا تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات الضرورية.




