7.729 متقدمًا لاختبار القبول في الطب بفيينا وسط منافسة شديدة على 772 مقعدًا
فيينا – INFOGRAT:
يؤدي اليوم الجمعة 7.729 متقدماً في فيينا لاختبار القبول في دراسة الطب، ضمن امتحانات أُجريت بالتوازي في مدن فيينا، إنسبروك، غراتس ولينتس، حيث بلغ إجمالي عدد المسجّلين في جميع أنحاء النمسا نحو 15.700 شخص. وقد خُصص في فيينا 772 مقعدًا دراسيًا فقط، ما يعني أن هناك نحو عشرة متقدمين لكل مقعد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أظهرت بيانات التسجيل أن هناك تفوقًا عدديًا واضحًا للنساء هذا العام، إذ بلغ عدد المتقدمات في فيينا ما يقرب من 4.900 مرشحة، مقارنة بـ 2.900 مرشح من الذكور. وسُجل ارتفاع عام في عدد المتقدمين على مستوى البلاد، إذ تقدم هذا العام 345 شخصًا أكثر مقارنة بالعام الماضي، ليكسر هذا الاتجاه التنازلي الذي استمر لثلاث سنوات متتالية.
أغلب المتقدمين يطمحون لدراسة الطب البشري، في حين أن نحو 800 منهم فقط مهتمون بدراسة طب الأسنان. ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن عدد المقاعد الدراسية المتوفرة على مستوى النمسا للعام الدراسي 2025/2026 يبلغ 1.900 مقعد موزعة على تخصصي الطب البشري وطب الأسنان، منها 772 مقعدًا في جامعة الطب في فيينا وحدها.
اختبار صعب يمتد ثماني ساعات
الاختبار الكتابي الذي يُعد من أصعب اختبارات القبول في النمسا، يمتد لقرابة ثماني ساعات، ويشمل أسئلة من مجالات معرفية مرتبطة بالطب، مثل علم الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، والرياضيات، إضافة إلى قياس القدرات الإدراكية، مثل الذاكرة، الاستدلال المنطقي، واستنتاج العواقب.
كما يتضمن الامتحان أيضًا جزءًا مخصصًا لفهم النصوص (10% من الدرجة الكلية)، وجزءًا آخر لتقييم المهارات الاجتماعية مثل تمييز المشاعر واتخاذ قرارات اجتماعية (أيضًا بنسبة 10%).
وعادةً ما يحضر الاختبار نحو 80% من المسجّلين فعليًا، حسبما أظهرت التجربة في السنوات الماضية.
مقاعد دراسية “مخصصة” تفرض التزامًا بالخدمة العامة
يتوفر خيار خاص للمتقدمين الراغبين في الحصول على مقاعد دراسية “مخصصة”، وهي مقاعد تتطلب تحقيق درجة أدنى في الامتحان مقارنة بباقي المتقدمين، لكن بشرط التزامهم لاحقًا بالعمل لدى مؤسسات عامة بعد التخرج، مثل صندوق التأمين الصحي النمساوي، وزارة الدفاع، أو المؤسسات الطبية الرسمية، وذلك في وظائف كـ أطباء مستشفيات أو أطباء عسكريين أو أطباء في الدوائر الحكومية.
رؤساء الجامعات والهيئة الطبية يطالبون بتوفير آفاق واضحة
في بيان مشترك، دعت رئاسة الجامعات الست التي تقدم دراسة الطب في النمسا، إلى جانب غرفة الأطباء (Ärztekammer)، إلى تقديم آفاق مهنية واضحة لخريجي الطب، مشيرين إلى أن كثيرًا من الخريجين ينتظرون لسنوات على قوائم الانتظار دون الحصول على أماكن تدريبية، مما يدفع البعض إلى الهجرة أو حتى ترك مهنة الطب بالكامل.
وأكدت الجامعات أن الحل يكمن في توفير أماكن تدريب سريري مباشرة بعد التخرج، لتجنب خسارة الكوادر الطبية الشابة.
مطالب بتعديل التدريب العملي
كما طالبت الجامعات، بما في ذلك جامعات فيينا، غراتس، إنسبروك، لينز، بالإضافة إلى الجامعات الخاصة مثل Paracelsus Medizinische Privatuniversität في سالزبورغ وKarl Landsteiner Privatuniversität für Gesundheitswissenschaften، بإعادة هيكلة التدريب الطبي، لا سيما ما يتعلق بـ التدريب الأساسي الذي يمتد لتسعة أشهر بعد التخرج.
واقترحت الجامعات إجراء تعديلات على “السنة السريرية العملية” (KPJ) التي تُعد جزءًا من العام الأخير في الدراسة، عبر إدخال تخصصات دقيقة موجهة في المجالات الطبية ذات الصلة، كخطوة نحو تحسين التأهيل العملي للأطباء الجدد.
رفض لزيادة عدد مقاعد الطب
ورغم تكرار المطالب السياسية بزيادة عدد مقاعد دراسة الطب لمواجهة النقص في الأطباء المتعاقدين ضمن بعض التخصصات، رفضت الجامعات هذا الطرح مجددًا، محذرة من أن رفع عدد الطلاب قد يؤدي إلى تراجع جودة التعليم الطبي، خاصة في المرحلة العملية داخل المستشفيات.
ودعت الجامعات إلى التركيز على تحسين ظروف العمل لجذب الأطباء المؤهلين للبقاء والعمل داخل النمسا، من خلال تحسين بيئة العمل وضمان التوازن بين الحياة المهنية والحياة العائلية.



