78% من السوريين في فيينا يتلقون مساعدات اجتماعية وسط دعوات لإصلاح النظام

كشفت صحيفة “Heute” أن 78% من المواطنين السوريين المقيمين في العاصمة النمساوية فيينا يتلقون مساعدات اجتماعية (Mindestsicherung)، وهي نسبة تفوق بشكل واضح نظيرتها في باقي الولايات النمساوية، ما أثار جدلاً سياسياً واسعاً ودفع أحزاباً في الحكومة إلى الدعوة لتعديلات على نظام الدعم الاجتماعي.

وأشارت الصحيفة إلى أن ملف المساعدات الاجتماعية كان في صلب النقاشات خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت البيانات أن نسبة كبيرة من المستفيدين منها في فيينا تنتمي إلى جنسيات محددة. وجاء السوريون في المرتبة الأولى بنسبة 78%، يليهم الصوماليون بنسبة 72,1%، ثم العراقيون والأفغان، إذ يتلقى أكثر من نصف المواطنين الأفغان المقيمين في العاصمة مساعدات من الدولة.

تفاوت بين الولايات

وأوضحت الأرقام أن الوضع يختلف بصورة جذرية في باقي الولايات النمساوية: ففي ولاية النمسا العليا (Oberösterreich)، تبلغ نسبة السوريين المستفيدين من المساعدات 11,9% فقط، بينما تصل في النمسا السفلى (Niederösterreich) إلى 34,4%، وفي بورغنلاند (Burgenland) إلى 27,1%.

دعوات حكومية لتعديل النظام

وأثار هذا التفاوت في نسب الاستفادة من المساعدات الاجتماعية ردود فعل في صفوف الحكومة، وخصوصاً من قبل حزب الشعب النمساوي (ÖVP) وحزب النيوس (NEOS). فقد أعلنت وزيرة الاندماج كلوديا بلاكولم (Claudia Plakolm) عن قرب إدخال تعديلات على نظام المساعدات الاجتماعية.

وقالت الوزيرة في تصريح لصحيفة “Heute”: “من يريد البقاء في النمسا، عليه أن يصبح جزءاً من المجتمع. يجب أن يتعلم اللغة الألمانية، وأن يحترم قوانيننا وقيمنا، وأن يكون راغباً في العمل”. وأوضحت أن الحكومة تعتزم إدخال “برنامج اندماج إلزامي يتضمن عقوبات في حال عدم الالتزام”.

النيوس: العدالة أولاً

بدوره، شدد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النيوس، يانيك شيتي (Yannick Shetty)، على أن إصلاح نظام المساعدات الاجتماعية يحتل “أولوية قصوى” في أجندة الإصلاحات الحكومية، وقال: “لقد قررنا في برنامج الحكومة إعادة تنظيم نظام المساعدات لتحقيق قدر أكبر من العدالة”.

غياب موقف من وزارة الشؤون الاجتماعية

في المقابل، لم تصدر أي تصريحات حتى الآن عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان (Korinna Schumann) المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ). ومن المتوقع أن تتناول الوزيرة هذا الموضوع يوم الأربعاء خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمجلس الوزراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى