“80 كيلومترًا يوميًا”.. سكان النمسا السفلى يواجهون أزمة مرورية حادة مع اقتراب موعد إغلاق جسر للترميم
تواجه منطقة Mühlviertel في النمسا السفلى أزمة مرورية متصاعدة مع اقتراب موعد إغلاق جسر “Donaubrücke Mauthausen” الذي يربط بين ولايتي النمسا العليا والنمسا السفلى، بسبب تدهور بنيته التحتية واقتراب نهاية عمره الافتراضي، وسط تأخر في بناء جسر بديل نتيجة نزاعات قانونية وبيئية، ما يهدد الاقتصاد المحلي ويجبر بعض السكان على التفكير في الانتقال، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
يستخدم نحو 22 ألف شخص يوميًا جسر “Donaubrücke Mauthausen” للتنقل بين ولايتي Oberösterreich وNiederösterreich، إلا أن الجسر، الذي بُني منذ ما يقارب 70 عامًا، لم يعد قادرًا على تحمّل المزيد، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بإغلاقه مؤقتًا اعتبارًا من عام 2028 لأغراض الترميم. ووفقًا لما صرّح به Johannes Hödlmayr، رئيس جمعية “Doneubrücke”، فإن الجسر “لن يصمد أكثر من ثلاث سنوات”.
مطالب بجسر ثانٍ ومخاوف من الكارثة
ومنذ سنوات، تطالب الجمعية ببناء جسر ثانٍ للتخفيف من أعباء الازدحام المروري وتقليل فترات الانتظار. وفي إطار حملة توعوية بعنوان “Eine Region packt ihre Koffer” (منطقة تحزم حقائبها)، دعت الجمعية السكان المتضررين إلى مشاركة قصصهم وتجاربهم، ليتم تقديمها لاحقًا إلى المحكمة الإدارية العليا.
Leonhard Helbich-Poschacher، مدير “Donaupark” في Mauthausen وعضو مجلس إدارة الجمعية، عبّر عن قلقه من التأثيرات الاقتصادية المباشرة، مؤكدًا: “لديّ 130 موظفًا من النمسا السفلى، سيتعين عليهم عام 2028 قطع طريق التفافي بطول 80 كيلومترًا يوميًا، من سيتحمّل هذه المسؤولية؟”. وأشار إلى أن الإغلاق قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة 50% في المبيعات، خاصة أن 30% من زوار المركز التجاري يأتون من Niederösterreich.
وبحسب الجمعية، فإن الإغلاق سيُسبب أضرارًا اقتصادية تقدر بـ 500,000 يورو يوميًا، إضافة إلى انبعاث 109 أطنان من ثاني أكسيد الكربون بسبب الازدحام والطرق الالتفافية الطويلة.
الجسر البديل مؤجَّل لأسباب بيئية
رغم أن الجسر الجديد كان من المفترض أن يُفتتح عام 2027 قبل بدء أعمال الصيانة في الجسر الحالي، فإن المحكمة الإدارية العليا قررت في فبراير 2025 تعليق المشروع بعد سحب تصريح تقييم الأثر البيئي، نتيجة الحاجة لإعادة تقييم أوضاع بعض الكائنات المحمية، وعلى رأسها طائر “Mittelspecht” (نقار الخشب الوسيط) وأنواع من الخفافيش.
ويستوجب استكمال الوثائق البيئية تقديم خرائط محدثة لمناطق أعشاش الطيور، وتحديد مواقع تجاويف الأشجار والشقوق التي تأوي إليها الخفافيش، بالإضافة إلى تحديد مسارات طيرانها.
وفقًا لـ Hödlmayr، فإن مسارات طيران الخفافيش قد تم تسليمها بالفعل، ومن المنتظر تسليم بيانات نقار الخشب قريبًا. وأكد كل من Hödlmayr وHelbich-Poschacher ضرورة استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، حتى يمكن الانتهاء من البناء الجديد بحلول عام 2030 على الأقل.
تهديد وجودي للشركات
حذّر Helbich-Poschacher من أن التأخير المستمر في تنفيذ الجسر البديل قد يُشكل تهديدًا وجوديًا لعدد من الشركات والمصانع في المنطقة، التي تدرس بالفعل احتمال عدم التوسع في مواقعها الحالية بسبب الغموض حول البنية التحتية.
وفي ظل استمرار هذه الأزمة، يبدو أن منطقة Mühlviertel تقف على أعتاب أزمة مواصلات خانقة قد تُغيّر المشهد السكاني والاقتصادي فيها بشكل جذري، إن لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة.



